بعد أن زرعوا الثقة به ، وزرع الثقة في الآخرين ، انطلق الحكيم نحو أفاق المستقبل الجديد للعراق ، منذ أن تولى مسؤولية قيادة المجلس الأعلى ، فكان التغيير في أسلوب العمل والقيادة قد أخذت إبعادها الإستراتيجية في بلورة الشارع والالتفاف نحوه ، فكان التغيير في النتائج ، وأصبح المنتصر الأول ، ليبحث عن التغيير في السلطة ، فخاض الحراك وبجنبه المرجعية الدينية ، دعماً ومساندة ، ليتحقق ما كان يريده وتريده المرجعية الدينية ، ليصبح لولب العملية السياسية في العراق ، فازدادت الثقة به من قبل الكتل السياسية ، وأصبح من يسير الأمور السياسية نحو تشكيل حكومة الفريق القوي المنسجم ، لتصليح ما أفسده الآخرون ، لبناء عراق مزدهر موحد وفق مواد وبنود الدستور العراقي .
إن العراق يمر في أحلك الظروف السياسية ، بلد احتلت بعض أراضيه من قبل العصابات المجرمة داعش ومن لف لفهم ، وشعبه مشرد في العراء ، ونساءه تباع في سوق النخاسة الواحدة ب1000 دولار ، وأطفاله جياع وعطشى ، وشيوخه محاصرين بين الحياة والموت ، وشبابه يقتل بدم بارد ، فكانت جريمة سبايكر جريمة العصر التي راح فيها أكثر من 1700 شاب ذنبهم أنهم شيعة ، دون أن تحرك الحكومة إي ساكن ولم يذكرها رئيس الوزراء في خطابه الأسبوعي ( مغلس عنها ) . فكان جل همه كيف يبقى في السلطة لولاية ثالثة ، مرة يقول خرق للدستور ، ومرة أخرى مؤامرة ، ومرة خونه ، ومرة يهدد ويعربد ، ومرة ... ومرة .. وأخيراً رضخ لأمر الواقع بعد أن قالت المرجعية الدينية كلمتها الفصل بحقه ، فسعى الخيرون إلى تشكيل حكومة تضم جميع أطياف المجتمع العراقي .
أن تشكيل الحكومة في هذا الوقت ليس بالعمل السهل ، لوجود كثير من التقاطعات بين الكتل السياسية ، ووجود الأزمات التي أدت إلى عدم وجود الثقة بين الكتل السياسية ، وهذا نابع من السياسة الخاطئة التي اتبعها المالكي مع شركاءه في العملية السياسية ، فتصاعد سقف المطالب فكانت دستورية أو غير دستورية لان الضمان كما يعتقدون ضعيف أو معدوم ، فالتجربة خاضوها في تشكيل الحكومة السابقة ووقعوا اتفاقية أربيل ، فكانت حبر على ورق ، لم تنفذ أغلب بنودها مما جعل الثقة مهزوزة بين الحلفاء في العملية السياسية لتبحث عن ضامن حقيقي موثوق به وله تجربة ومجرب تمنحه الثقة للسير نحو تشكيل حكومة الفريق القوي المنسجم فوقع الاختيار على السيد عمار الحكيم ، فأسرعوا في رحلات مكوكية إلى مكتبه للتداول بأمور البلد والتفاهم لتذليل الصعوبات .
فكان همه الأول هو وضع رؤية وبرنامج الحكومة المقبلة ليكون مقبول من جميع الإطراف السياسية لينطلق نحو توزيع الكابينة الحكومية على الكتل السياسية وفق الاستحقاق الانتخابي ، فكان التفاهم واضح والرؤى مطابقة والثقة قد بدأت تزرع بين الكتل السياسية بوجود الحكيم الذي أخذ على عاتقه ومع الخيرين من أبناء هذا الوطن إلى بناء حكومة قوية تخرج بهذا البلد من الأزمات التي يمر بها وتعيد اللحمة بين أبناء الشعب الواحد وتحرر جميع أراضيه التي اغتصبت من قبل جماعات داعش . فكان النصر في أمرلي هو بداية النصر نحو تحرير جميع الأراضي والمدن وإعادة النازحين إلى ديارهم . وهذا سوف يتحقق إن شاء الله تعالى بوجود الحكيم ومن معه من أبناء هذا الوطن الخيرين وبمساندة المرجعية الدينية ، لان الحكيم هو حكيم العملية السياسية في العراق .
https://telegram.me/buratha