المقالات

بِضاعتُهم تُهدّدُهم!

1184 00:39:54 2014-09-02

واخيراً...إعترف الغرب بان الارهاب بات يشكل تهديدا لأمنه القومي، بعد ان كشفت له الإحصائيات بان الآلاف من رعاياه التحقوا بمنظمات الارهابيين في العراق وسوريا، فراحوا يفكّرون بتشكيل جبهة عالمية لمواجهته كنت شخصيا قد دعوت لها قبل اكثر من عام. هو يعرف الحقيقة بلا شك ولكنه لازال يتغافل عنها على الرغم من هذه النتيجة التي اعلن عنها كما جاءت مؤخراً على لسان رئيس الوزراء البريطاني وقبله الرئيس الاميركي.

لقد أعرب الغرب اليوم عن مخاوفه من البضاعة التي صدّرها للشرق والتي ارتدّت اليه لتقف عند بوابات عواصمه، ولكنه لم يشأ للان الاعتراف بدوره في صناعة الارهاب، ولذلك تراه يكابر باتهام (الاسلام) بالإرهاب، من دون ان يتحدث عن دوره في التأسيس للإرهاب الاسلامي على حد وصفه، والذي انطلق مع رعاية الغرب، بريطانيا تحديدا، في تأسيس الحزب الوهابي قبل ثلاثة قرون او تزيد، والذي مكّنوه من بسط نفوذه جراء التحالف مع آل سعود ليقيم سلطته في واحدة من أقدس بقاع العالم عند المسلمين الا وهي الحجاز التي تحتضن بيت الله الحرام في مكة المكرمة ومسجد وقبر رسول الله (ص) في المدينة المنورة، عبر الغارات والغزوات الوحشية والقتل والتدمير والذبح واستباحة الأعراض وترويع الأطفال لينقل تجربته هذه وأدواتها الى بقية المناطق حتى وصلت اليوم الى مدينة الموصل، اذ رأيناهم ماذا فعلوا بالبشر وبالحضارة والتراث والتاريخ والمدنية.
ان على الغرب ان يضع إصبعه على جوهر مصدر الخطر فلا يظل يلف ويدور من دون ان يلامس الحقائق والتي تقف على رأسها:

اولا: ان منبع كل هذا الارهاب هو نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديدا، ولذلك فان من المستحيل القضاء على الارهاب ما لم يتم تجفيف منابعه التي يرعاها نظام القبيلة هناك، إنْ بأموال البترودولار او بالاعلام الطائفي وقنوات الفتنة او بفتاوى التكفير والكراهية.

ثانيا: ان الارهاب يتغذى على المواقف السياسية غير السليمة التي ينتهجها الغرب ازاء القضايا الساخنة في مختلف مناطق العالم العربي والإسلامي، ولذلك يلزم الغرب ان يعيد النظر بسياساته العامة اذا أراد ان يتصدى لخطر الارهاب الذي بات يجند رعاياه بشكل مخيف.

ثالثا: ما كان الارهاب ليتمدد ويتمكن لولا انه وجد في (ديمقراطية) الغرب حضنا دافئا يتغذى في ظلاله وينمو ويترعرع ويكبر حتى استقوى عوده.
ان الغرب احتضن الارهاب باسم الديمقراطية، فمتى كانت ثقافة التكفير ونشر الكراهية وفتاوى القتل والتدمير ديمقراطية؟.

الم تنتشر اليوم في مختلف عواصم الغرب، وهنا في واشنطن وما حولها، مدارس الحزب الوهابي ومساجده ومراكزه التي تعلّم الأطفال والشباب ثقافة الكراهية والتكفير والحقد وإلغاء الاخر ورفض التعايش والتسالم والتنوع والتعدد؟ ام انهم لا يعرفون مصادر تمويل ورعاية هذه المراكز الموبوءة الا وهو نظام القبيلة؟ وقديما قيل: ان كنت تدري فتلك مصيبة، وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم.

اتذكّر مرة زرنا وزارة الخارجية الأميركية واقترحنا عليهم ادراج على الأقل اسم واحد من فقهاء التكفير في قائمتهم السوداء السنوية التي تصدرها الوزارة في إطار مشروع محاربة الارهاب، فردوا علينا بالقول؛ ان القانون لا يسمح بذلك لان مثل هذا الامر يُعدّ ضد حرية التعبير التي يكفلها الدستور!!!.

طبعا هم يكذبون وعندما حاججناهم بأسماء وعناوين اخرى حاولوا التهرب، الّا ان رفضهم يعبّر عن الواقع الذي يشير بما لا يدع مجالا للشك من ان (ديمقراطيتهم) حاضنة الارهاب، وأنهم يتعاملون معه بانتقائيّة حوّلت الارهاب عندهم الى اداة من أدوات سياساتهم القذرة، وها هم اليوم يتحدثون عما ظلوا يكتمونه عن الراي العام، ولكن {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك