المقالات

" الظواهر الاجتماعية والتقنين "

1706 01:51:09 2014-08-31

المجتمع الانساني كيان متحرك ومتغير، ولولا ذاك لكان شيئاً جامداً وميتاً ، ولذلك فان الكثير من خواصه تتبدل وتتغير باتجاهات مختلفة، وتدعى هذه التغيرات بالظواهر، حيث انها تكون جديدة في المجتمع، ظهرت بالتدريج او بشكل مفاجئ ...
من تلك الظواهر موضة الملابس، الهندسة المعمارية في بناء المساكن وطريقة السكن، اتيكيت الأكل والشرب والضيافة والسفر، التقليل من عدد أنجاب الأطفال، الزواج في سن متأخر أو متقدم (حسب الاطار الفكري لكل مجتمع)، وغيرها من الظواهر الأجتماعية الكثيرة، حتى ان اي مجتمع في وقتنا الحالي، يرصد ظاهرة اوظاهرتين جديدتين على الاقل في كل عام!، فنحن في عصر السرعة !! .....
ان اغلب المجتمعات، لا تتقبل تلك التغيرات بسهولة، بل تأخذ بمعارضتها أو تلجأ لمحاربتها ، ظناً منها انها بذلك تحافظ على موروث الاجداد !!، وكأن الاجداد على حق دائماً !!؛ يريد اباء تلك المجتمعات ان يبعثوا روح الاجداد في الاحفاد، وهم بذلك يجعلون الاحفاد نسخ للاجداد فيموت المجتمع !! ولا غرابة .
كذلك تظن المجتمعات، أنها بمعارضة او محاربة تلك الظواهر تستطيع القضاء عليها!!، وهو ظن خاطئ بكل تأكيد (كما سنبينه لاحقاً)؛ اذاً وجب على المجتمعات ان تقنن عمل تلك الظواهر وما يتوافق مع فطرة الانسان، في طلب الحرية، وكذلك باب الحقوق والواجبات ...
هذا لا يعني ان جميع الظواهر ايجابية دائماً، فأن الكثير من الظواهر دمرت مجتمعات بكاملها، ولكن السبب الحقيقي في دمار وخراب تلك المجتمعات، هو ان تلك المجتمعات لم تحسن التعامل مع تلك الظواهر، فهي تبدأ بالمنع والمحاربة، وكأنهم لا يعرفون القاعدة التي تقول ( كل ممنوع مرغوب)، فبدل ان يقضوا على تلك الظواهر قضت الظواهر عليهم !! .....
لنأخذ مثالاً لتقريب الموضوع وفهمه، وهي ظاهرة تعاطي المخدرات ...
ان هذه الظاهرة من المظاهر السلبية بلا شك؛ وليكن المجتمع الامريكي شاهداً، لنرى ماذا جنى من محاربته لتجار ومتعاطي المخدرات؛ لقد قدمت الحكومة الكثير من الخسائر المالية والبشرية، من اجل القضاء على تلك الظاهرة او الحد من انتشارها، ولكن الامريكان اكتشفوا أخيراً وبأحصائية بسيطة، أن عدد التجار والمتعاطين ازداد عما كان عليه !!، وكان الاجدر بهم ان يقننوا هذه التجارة وتعاطيها، كي تحصل امام مرأى ومسمع المجتمع، فلا خسائر بالارواح أو الأموال، بل بالعكس كان من الممكن للدولة ان تحقق كسباً مالياً من خلال فرض الضرائب على تجارها، وكذلك فأنا اعدهم بأن عدد التجار والمتعاطين سيقل ...
فعلت الحكومة المصرية ما فعله الامريكان، فأستغل المتطرفون الدينيون الشباب من خلال المخدرات، وجندوهم لصالحهم، لأنهم يتعاملون بالشريعة (على حد قولهم)!، واوجدوا فتاوى تحلل تجارة وتعاطي المخدرات !، ولذلك فنصيحتي تشمل الحكومة المصرية ايضاً من خلال تقنين هذه الظاهرة ...
يكتب اصحاب مصانع إنتاج السجائر، على علبتها، انها تسبب مرض سرطان الرئة !، وتصلب الشرايين!، وغيرها من الامراض الخطيرة؛ لكن نجد ان اغلب المجتمعات لا تعيب او تحضر استعمال السجائر، ولا تحرم او تمنع تجارتها، بل على العكس، تمنح حكومات تلك المجتمعات إجازات لتجارة و صناعة هذا السم القاتل والمميت !! ... وبالرغم من ذلك نرى بأن الحكومات استفادت من هذا التقنين بجانبين :
1. الربح المادي .
2. ان عدد تجار السجائر والمدخنين قل وهو في تناقص على مرور الايام .
مما تقدم نستطيع القول : إن تقنين الظواهر الاجتماعية، ووضعها تحت مرأى ومسمع المجتمع والدولة، أسلم وأنفع من منعها ومحاربتها .....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك