.
أن التقارب بين التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي ضرورة ملحة ذلك لدفع الاستقرار السياسي في البلاد ، لأن سياسة المالكي في العراق فاشلة في كل القياسات السياسية والتاريخية. أن الفساد وتلكؤ الخدمات والإرهاب ومشاكل التنمية الاقتصادية، تنخر في جسد العراق، ولا يجوز الاستمرار بحكم ديمقراطي غير ناجح ، لذا يحرص الجميع على إنجاح الديمقراطية في العراق .
لقد طغت سلطة المالكي على جميع السلطات الأخرى وحجمتها ، وهذا أمر غير مفيد ، بل ويخل بالتوازن السياسي للوضع الديمقراطي . فقد استخدم المالكي السلطة القضائية لتحجيم دور السلطة التشريعية وتهميشها وهو أمر خطير ينبغي الحد منه في المستقبل .
أن تقارب الصدر والحكيم هذه المرة يبدو جدياً أكثر ، ولعل الوضع السياسي هي التي دفعتهم إلى أيجاد استرايجية جديدة من حيث عمل قوى التحالف الوطني للوصول إلى برنامج متكامل متفق عليه ومطمئن لجميع العراقيين وهي الخطوة الأصعب قبل أن تأتي تفاصيل توزيع المناصب على المكونات الأساسية ، لآن الاتفاق على الرؤية والبرنامج هو الانجاز الكبير والعقبة الأساسية في تشكيل الحكومة .
لقد أكد السيد عمار الحكيم في لقاءه مع السيد مقتدى الصدر في النجف الاشرف السعي إلى تشكيل الحكومة قبل انتهاء المهلة الدستورية المقررة في إطار التحالف الوطني ، وشدد على أهمية التحالف ومؤسساته والعمل المشترك بين قوى التحالف من اجل بناء كيان متماسك قادر على أن يسهم في استقرار البلاد والتعاون مع الشركاء السياسيين في الساحة الوطنية للنهوض بواقع البلد وخدمة المواطنين . وأشاد بدور المرجعية الدينية العليا في وقفتها وتوجيهاتها للوصول إلى عراق مستقر وتشكيل حكومة ذات مقبولية واسعة . وأكد على الدور الذي تقوم به القوات المسلحة من الجيش والحشد الشعبي ودعم تلك القوات للوصول إلى عراق أمن مستقر . وأن تقف كل الطوائف العراقية وكلُ في منطقته ليساهم ويدافع عن الوطن ومناطقهم ، وأن يتصدوا لمواجهة الإرهاب وداعش .كما أكد السيد مقتدى الصدر على أصلاح ما يمر به العراق من أوضاع أمنية وسياسية ، ودعم الحكومة الجديدة بقوة ليقف العراق من جديد ،وإنهاء كل الأزمات السياسية بين كل الأطراف بطريقة الحوار الاخويه ، وشدد على أن تكون شراكة حقيقية بين جميع الأطراف السياسية وان يكون تعاون جميع الكتل لخير المصلحة العامة .
لقد رفضت زمرة المالكي تلك التصريحات للسيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر واعتبروها لا تمثل سياسية التحالف الوطني ، ونتساءل : لماذا لا تمثل سياسية التحالف الوطني ؟ وما هي سياسية التحالف الوطني يا زمرة المالكي ؟ هل الوصول الى برنامج حكومي شامل ومن ثم يأتي موضوع توزيع الحقائب الوزارية لا يمثل سياسية التحالف الوطني .أم إنكم تريدون الحكومة بدون برنامج كما في الدورات السابقة والتي قادت البلاد إلى هذا الدمار والتخبط في عمل الحكومة وعدم تقديم أي انجازات تذكر .
هل المطالبة بالانفتاح مع جواره العربي والإقليمي ، هي لا تمثل سياسية التحالف الوطني . لقد عاش العراق في حصار إقليمي وعربي بسبب سوء سياسة حكومة المالكي الخارجية مما انعكس سلبيا على الوضع الداخلي العراقي . وهل المطالبة بالترشيق الوزاري ما دام يصب في صالح الوطن والمواطن ، هي لا تمثل سياسة التحالف الوطني . هل تريدونا حكومة إرضاء خواطر وشراء ذمم كما فعلتموها في الحكومة الحالية التي كونت من أكثر من أربعين وزارة وبعدها ظهرت المطالبة بالترشيق .أم إن المطالبة بموقف دولي حقيقي اتجاه مجزرة سبايكر لا تمثل سياسية التحالف الوطني . بالتاكيد لان مجزرة سبايكر عار في جبين القائد العام للقوات المسلحة . وهل دعم القوات المسلحة ودعم الحشد الجماهيري للوصول الى عراق أمن مستقر ، والتصدي لعصابات داعش الإجرامية لا تمثل سياسية التحالف الوطني ، لان زمرة المالكي لا تريد للعراق الاستقرار والأمن لأنهم يعيشون على ( المعثرات ) كما يقال .
إن دعم حكومة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي من ضروريات سياسة التحالف الوطني والتي أكدها السيد عمار الحكيم ، فأن زمرة المالكي ترفض هذا الدعم حتى يفشل ألعبادي في تشكيل الحكومة ، لينطلق المالكي في أحلامه السوداء ،فأن حلم الولاية الثالثة لم يتحقق مطلقاً ، وهذه قطنه وأشلعها من أذنك بالعودة الى الولاية الثالثة . فما عليكم إلا إن تسيروا في سياسية التحالف الوطني التي تحدث عنها السيد الحكيم والسيد الصدر للوصول إلى عراق مستقر أمن واحد متوحد .
https://telegram.me/buratha