المقالات

الشيعة والفرصة التاريخية ...!

1515 21:51:13 2014-08-28

أخفقت العملية السياسية في العراق بانتاج نظام حكم ديمقراطي يتوفر على العدالة الأجتماعية والحرية والأمن والخدمات، كما فشلت بتحقيق الحد الأدنى من الحقوق لأبناء الشعب العراقي الذي صار في معرض الإستباحة في دمه وحياته وعرضه وماله .

اكثر من خمسة مليون عراقي يعيش تحت النار ، وداعش تحتل ثلاث او اربع محافظات عراقية ، واكثر من مليون وربع المليون مهجر ونازح ، وإبادات متواصلة للاقليات الأثينية والدينية والعرقية ، والخراب والفساد امتد لكل زاوية بالحياة (الجحيم ) العراقي ...!
باختصار نقول ان البلاد اصبحت في مهب الريح ، جراء اخطاء متراكمة لعشر سنوات من تجربة الحكم استغرقها المالكي في فوضى وارتجال تسيرهاعقلية منغلقة ن واسلوب حكم يقيم خارج التاريخ ، مما عجل في نهاية محققة ليس لحكومته المتخمة بالفساد وحسب ، وانما نهاية وطن اسمه العراق ..!

هذه الحقائق لم تعد خافية على احد ، ولعل السياسيين الشيعة ادركوها قبل غيرهم ، بل ان خطاب المرجعية الشيعية في النجف الأشرف كان يبعث برسائل اسبوعية ، تنعطف على ثنايا ذاك الفشل والفساد الكارثي الذي يحدث امام صمت واستهتارالحكومة ، وهي تعكس أسوء مقطع في تاريخ العراق .

خطوة قطع الطريق على المالكي وشهيته في دورة ثالثة تؤشر لفعل ايجابي متأخر اقدم عليه الشجعان من حزب الدعوة ، وبدعم من زعامات شيعية ، أدركت حقيقة ضياع البلد بوجود المالكي وفشله الصريح الذي انتهى الى تسليم الوطن لعصابات داعش والميليشيات .

الآن تبدو مهمة النخب السياسية الشيعية اكثر حراجة وأهمية تاريخية من اي وقت مضى ، خصوصا وان البلاد تغرق بازمات تقارب المصيبة وعلى كل الميادين ، لكن مهمة الاصلاح ليست مستحيلة ، اذ ينبغي ان تبدأ الحكومة الجديدة بوضع برنامج ورؤية لهذا الاصلاح ، ومحاولة رسم سقوف زمنية ومتابعة إجرائية ميدانية لتحقيق خطوات البناء و الاصلاح ونجاعتها .

المهمة الأولى تبدأ بإعادة الثقة للعراقيين بدورهم وحقوقهم ووطنهم وكرامتهم التي اهدرت في السنوات الماضية ، ثم محاولة إنتاج سلطة قضائية شريفة نزيهة غير خائنة أو خاضعة لسلطة رئيس الحكومة وتسويفاته كما عرفت في زمن المالكي ، سلطة قضائية أمينة وتمارس دورها على غرار مايحصل في مصر او الأنظمة الحرة والديمقراطية ، كما ينبغي ان تعمل الحكومة على إعادة الحياة لهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية والهيئات المستقلة لتمارس دورها بحرية وحماية حقوق المواطن .

الحكومة الجديدة يجب ان تدرك حقيقة خلو البلد من الخدمات وتزاحم الأزمات التي لابد من ادراجها وفق أولويات أهميتها الوجودية بدءا بالبطاقة التموينية وانتهاء بخدمات الماء والكهرباء والصحة وارتفاع نسب البطالة والفقر والمرض والتخلف التعليمي وانتشار الجريمة بكل انماطها وانواعها .

الحكومة الجديدة سترث بلادا مخربة وتركة ثقيلة ومهام عسيرة وصعبة لكنها في نطاق الممكن ، طالما نملك الثروة والتوجه السليم والنوايا الصادقة ، مع خفض سرقات حيتان السياسة والأحزاب النافذة .
تلك مهمة كبيرة وشاقة لكنها الفرصة الأخيرة التي تعيد العراق لمساره ، دولة يمكن ان تنشأ من جديد وفق عناصر القوة الكامنة بتا ريخه ومضامين شعبه الكريم الأبي ، وهذا التنوع الذي يعطي القدرة على الابداع في مناخات الحرية والسلم الأجتماعي والتكامل في ظل روح المواطنة والتشارك والتسامح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك