بعد أن مات كرسي رئيس الوزراء المتشبث به من قبل المالكي ، تعالت أصوات أرامل هذه الكرسي بالصراخ والعويل ويندبن حظهن العاثر على موت كرسي رئيس الوزراء ذات الصبغة المالكية .
فقد ظهر بكاء وعويل تلك الأرامل على شاشات الفضائية ، بعد أن لاح لهن موت كرسي رئيس الوزراء ذات الصبغة المالكي ،حتى وصل البكاء والعويل إلى التهديد والوعيد من قبلهن للشعب العراقي . فواحدة تهدد ، وواحدة تعربد ، وواحد تندب حظها .
لقد عاشت أرامل الكرسي لياليهن في ظلام دامس ، فواحدة تقول أنا ليس عندي حظ وأين ما أخليها يطلع حظي مصخم ، ذهبتُ للقائمة العراقية حصلت على أكثر المقاعد ولكنها لم تشكل الحكومة ، وبعدها ذهبتُ إلى قائمة دولة القانون وحصلت على أكثر المقاعد ولكنها لم تحصل على رئاسة الحكومة ، أنها وجه شؤم على القوائم التي تنتمي إليها ،ولكنها لم تسكت لتحافظ على كرامتها ، بل تهورت وأنطقت وقالت (سندع داعش يدخلون بغداد في حالة عدم تنصيب نوري المالكي لولاية ثالثة ) . انه كلام فارغ في زوبعة فنجان لا تفقه ماذا تقول .. لقد أصابتها هستريا الكرسي الذي ذهب ولن يرجع بعد إلى المالكي أبداً ، لان التحالف الوطني وقع على وثيقة وحصر رئاسة الوزراء لولايتين فقط ، وان حظوظ المالكي قد انتهت وذهبت مع الريح فكرسي رئاسة الوزراء بالصبغة المالكية قد مات وبقيت أرامله يندبن حظهن العاثر .
لتظهر الأرملة الثانية للكرسي الميت وتصرخ من على إحدى الشاشات الفضائية بأن بغداد ستكون بحور من الدماء إذا لم ينصب المالكي رئيساً للوزراء . هل تلك الدماء التي تسيل يومياً من العراقيين غير كافية من أجلكم ؟ أم أن مغريات المنصب تدفعكم إلى أن تجعلوا دماء العراقيين بحور . لا اعرف هل هؤلاء يحافظون على دماء العراقيين أم يهدروها من اجل مناصبهم وامتيازاتهم . أنهم عصابة منظمة هدفهم الأول والأخير سرقة المال العام والاستيلاء على مقدرات وخيرات الشعب العراقي .
لتنطلق الأرملة الثالثة بكثرة تصريحاتها ووعيدها وصرخاتها وأحلامها الآنية والمستقبلية ولكن تلك الأحلام لم تتحقق ففقدت هيبتها باتهام الآخرين بالخونة والعمالة لكونهم تجرؤا وعملوا لصالح هذا الوطن وشعبه ، فوصفت كل من لا يؤيد الولاية الثالثة هو داعشي ، حتى تجرأت ووصفت ترشيح السيد حيدر ألعبادي المكلف بتشكيل الحكومة يفرح داعش ، لا نعرف لماذا يفرح داعش بهذا الأمر ؟ هل حيدر ألعبادي داعشي على علم انه قيادي في كتلة دولة القانون وفي حزب الدعوة ، أم انه تسقيط للرجل لأنه تجرأ وأخذ على عاتقه تشكيل الحكومة على الرغم من معرفته بأن هناك الكثير من يعاديه وأولهن أرامل الكرسي ذات الصبغة المالكية .
لقد ذهب الكرسي ذات الصبغة المالكية مع الريح ،وأصبح في أعداد الموتى إلى الأبد ، فأظهرن أرامل الكرسي حزنهن ، وأبدين حدادهن عليه ، فلبسن السواد ، وتركن الماكياج ، وأقمن الفواتح ، واعتكفن في البيوت ، وسكتن عن التصريح ، وطالبن بإرث الكرسي ، فإحداهن تريد وزارة الصحة ، وإحداهن وزارة العدل ، وإحداهن إبقائها مستشارة ، فكان الرد عنيف لا مساومة بعد الآن ، وانتهى عهد الهبات والعطاء ، لان البلد محتاج الكفء والنزيه ، لا محتاج المراوغ والمحتال والذي يبكي على الكرسي من أجل منافعه ، كما تبكي أرامل الكرسي ذات الصبغة المالكية على منافعها ومصالحها . لقد بان الصباح ، وسكت الديك عن الصياح ، وأشرقت شمس الحياة ، على عراق التحدي والصمود ، لتطرد خفافيش الظلام ، وتحاسب الفاسدين ، وتسرح والمنتفعين ، فالبكاء على الوطن حق ، والبكاء على الكرسي باطل .
https://telegram.me/buratha