المقالات

أين نحن مما يجري في العراق ؟

780 06:39:18 2014-08-19

1. إن دعم حكومة المالكي قبل ظهور داعش أدى الى ضياع ربع مساحة العراق من الحكومة المركزية . وإن دعمنا لحكومة المالكي و عدم إهتمامنا بالكورد و السنة و عدم إستماعنا لوجهات نظرهم ، جعلنا غير عارفين بحقيقة ما يجري ، و الأمريكان كذلك قد عجزوا عن معرفة ما يجري .

2. إن داعش إستغلت ضعف حكومة المالكي و عدم إهتمامها بالكورد و العشائر السنية كقوى مهمة في شمال و شمال غرب العراق . و تقدم داعش لايعني أبدا قوتها و أنها تمكنت من "فتح الفتوح " . 

وعندما عجز المالكي من الحفاظ على الموصل من خلال فيالقه العسكرية المجهزة و سلم المدينة ل 1500 مقاتل ، لايمكن القول أن حدثا مهما لم يحصل لنبقى نحن و الأمريكان من دون إطلاع . إن ضعفنا أو بعبارة أصح عدم إهتمامنا بقضايا الكورد و العشائر السنية و في المقابل ثقتنا بالمالكي كان خطأ تسبب في الأحداث المتعاقبة . مع هذا حكومة المالكي هي من تتحمل المسؤولية .

3. ان داعش اليوم موجودة على بعد 25كم من الحدود الايرانية وليس بامكاننا ان نعمل شيئا..انهم في مدينة جلولاء..وليس لدينا خطة للهجوم وليس لدينا امكانية الهجوم الجوي والبري داخل الاراضي العراقية. فالحكومة العراقية لم تطلب منا التدخل. والكرد والسنة طلبوا الدعم من اميركا وقد استجابت اميركا للطلب مع انها تجاهلت طلب المالكي.

وتبع ذلك التواجد البريطاني والفرنسي ويبدو الروس ايضا..اما ايران فليس لها وجود ولا دور..اما الحضور غير الرسمي الايراني فهو منحصر في حماية المناطق الشيعية وهي تقدم لهم الاستشارة وخصوصا للقوات الشعبية . ان قيام اميركا بضرب داعش وليس نحن هو امر ايجابي ومن الافضل ان لا نتورط بهذا الامر فهو في ظاهره صراع بين مجموعة منحرفة تشبه الخوارج ظاهرها الاسلام وبين اميركا واذا صدقت اميركا وضربت داعش فعلى ايران ان لا تتدخل.

ما هي الإستراتيجية الإيرانية المستقبلية في العراق ؟

اذا لم نتمكن وخلال حقبة طويلة من المشاكل من التقدم في التعامل معها ، فاليوم نجد ان الاخطار الامنية التي يواجهها ليس فقط الشعب العراقي المسلم وهو الشعب الجار لنا بل ان الشيعة العراقيين وهم الحلفاء الاستراتيجيين لنا ، وكذلك امن حدودنا في خطر فما الذي علينا فعله؟ يبدو ان ضعف المعلومات في داخلنا ، وتراخي حركة اجهزتنا الامنية في تحليل ما يجري في العراق ..والفقر في فاعلية السياسة الخارجية..والنظر من زاوية واحدة نحو التحولات والتطورات هي من العوامل الاساسية فيما وصلنا اليه ..

علينا الانتباه اكثر تجاه الاحداث والتطورات و التعامل بلياقة اكبر .
علينا ان نعرف بدقة كل الحركات الفاعلة والعشائر..وتقييم موقع وتأثير الصوفيين النقشبنديين والقادريين وغيرهم..وكذلك علينا معرفة الحركات داخل الجسم الشيعي وفيها ايضا قوى منحرفة . كل ذلك يوجب علينا ان نكون ذوي فاعلية اكبر تجاه بلد لنا معه حدود طويلة وخضنا معه صراعا لمدة ثماني سنوات .

ان مجيء البعثيين يعني خطرا امنيا مجددا على حدودنا الى امد غير محدود..وهذا امر على ايران ان تواجهه بأي حال من الاحوال .
ان ايران والعراق بلدان جاران مسلمان..واكثرية الشعب العراقي هم شيعة والكثير من القبائل العربية والكردية في حدود البلدين بينهم علاقات وثيقة. والكثير من الايرانيين يتنقلون من بغداد الى كربلاء والنجف والعكس صحيح ايضا فالعراقيون لهم حضور كبير في ايران .

ولهذا السبب يعرف العالم ان قضايا ايران والعراق هي قضايا متداخلة ومتقاربة وليس هناك امكانية لعزل ايران عن العراق..ويمكن ان نشير الى تصريح اوباما بان ايران في العراق تعمل منفردة وهو يأتي في هذا السياق سياق العزل واخراج ايران من دائرة القرار فهو واهم جدا فايران مع وجود هذه الاضطرابات في المنطقة هي القاعدة الاساسية لأمن المنطقة..وعلى ايران ان تدرك ذلك جيدا.

وعليها ان تتعامل بجدية اكبر في نيل حقوقها..وهذا يستدعي التعامل بنطاق أوسع مع القوى الاقليمية والدولية في مسائل العراق..وفي هذا المجال يجب ان لا نتعامل بحياء او بانفعال بل بفعالية ولياقة اكبر وثبات والتعاطي بعلمية .

ان بعض الاساليب القديمة لم تعد نافعه ولذلك لابد من الاستفادة من الجامعات والمراكز البحثية حول قضايا المنطقة وتاريخها وهو امر مهم جدا .

*رسول جعفريان : شخصية علمية و أكاديمية مؤثرة في إيران و قريبة من مركز القرار الإيراني .
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك