يقال : ان الزمن لا يعيد نفسه وإنما نحن من نكرر نفس الأخطاء . فيا ترى لماذا نعيد نفس الأخطاء؟ أو نقع في نفس الأخطاء (على تعبير أخر) ؟!! ...
المشكلة الحقيقية هي في الأخطاء العامة، وإلا ففي الأخطاء الخاصة، من الممكن تدارك الموضوع بسهولة ، أو الخروج بأقل الخسائر والمشاكل، ولكن في الأخطاء العامة يكون تدارك الخطأ صعب جداً، والخروج منه يتطلب خسائر وتضحيات كبيرة . ومن الأخطاء العامة، هي أخطاء الشعوب في أختيار حكامها أو صناعتهم بمؤثرات نفاقية تملقية !! ...
يقول السيد الشهيد " محمد باقر الصدر" : الجماهير أقوى من الطغاة . وأقول : الشعوب تصنع الطغاة ؛ فعندما تريد أن تصنع شيئا،ً فأنت تحضر الأدوات وطريقة العمل، وبالمقابل تكون المادة قابلة لما تريد صناعته منها، مثلاً : نحن لا نستطيع ان نصنع كرسياً من الماء!!، إلا اذا حولنا الماء الى ثلج ؛ فمن هذا نفهم بأن صناعة الطاغية هي عملية تفاعلية بين الشعب والحاكم ، والعامل الأقوى في بادئ الأمر هو الصانع قطعاً (الشعب) وليس المصنوع (الحاكم)، ثم تتحول المعادلة بصورة عكسية ؛ فأفهم ذلك .
إن رضوخ الشعب لممارسات الطاغية، ثم محاولة إقناع النفس بقبول تلك المماراسات، يولد قناعة لدى الشعب ولدى الطاغية (في نفس الوقت) بأنه هو المنقذ والقائد الضرورة !! وإن كل من يخالفه فهو ضال مضل وجب القضاء عليه !! ...
تنفسنا الصعداء ، بعد سقوط الصنم في عام 2003 ، وبانت لدينا فسحة أمل ، خصوصاً مع ثقتنا العالية بالمعارضة العراقية التي قارعت النظام ، سياسياً وعسكرياً متمثلةً بالمجلس الأعلى والقوى الوطنية الشريفة، وعلى مدى ثلاثة عقود من الزمن تقريباً ، ولكن !! وآهٍ من كلمة (لكن)!! ، زُحزِحَ المجلس الاعلى والمناضلين الشرفاء عن مكانهم تدريجياً وبأسلوبٍ خبيثٍ ووضيعٍ ودنيئ !! فكان كما كان اميره علي بن أبي طالب (ع) ( رضيت وفي العين قذى وفي الحلق شجى)!! فوصل الى الحكم من ليس هو أهلاً له ، والذي ليس له تاريخ نضالي (بأعترافه الشخصي)!! فطاف عليه طائفٌ من منافقي الشعب ومتملقيه ، فصنعوا منه وهو قابل للصنع!! ، دكتاتوراً جديداً، بل أقسى وأعتى ، فعدنا الى ما بدأنا منه ؛ لقد لخص القرأن الكريم قولنا اعلاه بهذه الأيات الكريمة (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {سورة التوبة}) ...
لكن (وهذه المرة ممدوحة وليس مذمومة) أبى الأحرار، من أبناء المرجعية الرشيدة، وبالخصوص أبناء تيار شهيد المحراب وأخوتهم في التحالف الوطني، والذين لم يخوضوا مع الخائضين ؛ أبوا إلا أن يبقوا أحراراً وأن لا عودة للدكتاتورية مرة أخرى ، فجاء النصر وحصل التغيير ... فهل من متعض ؟!! ...
هنالك مقولة مشهورة لنجل الرئيس المصري (أنور السادات) : ليس لدينا في الحكومات العربية كلمة (الرئيس السابق) بل (الرئيس الراحل ) . أقول : والأن تحولت الى (الرئيس المخلوع) !! فأفهموا أيها الساسة المغفلون ...
https://telegram.me/buratha