المقالات

البرنامج الحكومي .. اولا

1428 21:48:00 2014-08-17

مناشدة كافة العراقيين للتوحد في مواجهة تنظيم داعش الارهابي ودعوة الكتل السياسية الى التعاون في تشكيل الحكومة الجديدة وتقديمها لوزراء يتمتعون بالكفاءة والمهنية واقتراح ترشيق حكومي يتوافق مع تقليص النفقات الاضافية التي تثقل الموازنة العامة .. هو كل ما ترشح لحد الآن من آراء ومواقف رئيس الوزراء المكلف الدكتور حيدر العبادي اضافة الى ظهوره المميز في خطاب التنحي الذي القاه رئيس مجلس الوزراء السابق قبل ايام.
لكن هل يكفي هذا ، وهل العمل بصمت هو ما نحتاجه اليوم ؟ وهل مباحثات تشكيل الحكومة ستبقى على درجة من السرية حتى نفاجأ في يوم بتوافق بين جلسة البرلمان ووصول رئيس الوزراء المكلف ليعلن انتهاءه من تشكيلة الحكومة ويقرأ فقرات البرنامج الحكومي ويقدم اسماء الوزراء وتُقرأ السير الذاتية على عجل ويصوت على الوزراء فرادى او حتى قد تمنح الكابينة الوزارية برمتها؛ الثقة.. سيناريو وارد ومر علينا وعلى البرلمان مسبقا ومؤهل وبقوة للعودة من جديد وعلى درجة اشد سرية من الماضي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نجح هذا السيناريو في المرحلة الماضية لنكرره الآن ؟ وهل هذه آلية الديمقراطية ان تقوم على درجة من السرية تجافي الرأي العام وتعمل بعيدا عن النقاش المثمر والبناء وطرح الآراء في الوزراء والبرنامج الحكومي ؟ وان كان ذلك غير ممكنا مثلما يدعي البعض بسبب قصر المدة الزمنية وانشغال رئيس الوزراء المكلف بمباحثات تشكيل الحكومة واعداد برنامجه التنفيذي .. فانه مطالب ان يأخذ ما يلي بنظر الاعتبار:

1. الامتناع عن الخضوع لاملاءات الكتل السياسية في خياراتها للوزرات او ترشيحها للوزراء.. وتحت اي ظرف كان.
2. الابتعاد عن قبول ترشيح وزراء سابقين او ممن تبووأ مناصب وزارية سابقة ولم ينجحوا فيها.
3. تقديم البرنامج الحكومي في التهيئة والاعداد على مباحثات تشكيل الحكومة. 
4. اشراك الرأي العام في خطوات تشكل الكابينة الوزارية ومستوى تقدمها وبشكل دوري طيلة الايام المقبلة.

في المحصلة ، قد لا يستطيع اي رئيس وزراء ان يشكل حكومة بمعزل عن الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات او شروطها ، ولكن ايضا قد لا يكون اي رئيس وزراء عراقي في العهد الجديد امتاز بما حظي به رئيس مجلس الوزراء المكلف من قبول داخلي واسع ( حتى من معارضيه) ودعم من كافة المرجعيات الدينية ، وتأييد اقليمي افتقد اجماعه العراق في قضاياه الداخلية والخارجية منذ عقود ، ومساندة دولية واسعة تكللت ببيان دعم وبالاسم من مجلس الامن الدولي.

اذن فرصة الدكتور حيدر العبادي مؤاتية في كتابة واعداد برنامج حكومي رصين بمساعدة خبراء واستشاريين؛ غير سياسيين؛ يواكب التحديات ويتفوق عليها ضمن فترات زمنية موضوعة على اسس علمية .. مع تشكيلة حكومية متجانسة عمادها التكنوقراط المتخصص الذي يتنازل فيه هو قبل غيره عن انتماءه الحزبي ، ليقدم نموذجا للآخرين في اختيار الوزراء الاكفاء بعيدا عن التأثيرات والصفقات والمساومات السرية .. ليشكل ذلك بوابة التفاؤل والتغيير المنشود وحلقة اولى للخروج من واقع الازمات التي تعصف بالبلاد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك