المقالات

سيكتبها التاريخ..تنازل أم رضوخ؟!

1618 02:59:14 2014-08-16

حين ينتهي الحدث, يدونه التاريخ كاملاً, كان يُكتب بسيف المنتصر؛ لكنه في زمن التنكنلوجيا الحديثة, يخطه الجميع بتجردٍ غير مقصود, ويبقى التقييم لإجيالٍ لاحقة..بإمكانها قراءة المواقيت بالضبط, ومقاربتها مع الأحداث, لن تسرّك النتيجة ولايشفع لك فيها إدّعاء النجاح, وكلمة "التنازل"..!
هل هو تنازل حقاً؟!..لايبدو الأمر كذلك؛ إنما هو تحصيل حاصل لايقبل الشك أو التراجع عنه..أمنياتنا كانت مختلفة, حققتها تماماً, كاملة غير منقوصة؛ بيد إن الفرق هو التوقيت!..قد يكون ذنبك, فأنت لم تستجب لنصائح المحبين والشركاء, حتى الناصح الأمين, ضربت رسالته عرض الجدار, أخفيتها أكثر من شهر..ولو تجاوبت لما كان ما حصل..

إنتهى الأمر, وبقيّت غصة تسري في الحلقوم, أحقاً إنك لم تدرك الحقيقة إلا بعد الفوت؟!..مهزلة أن تكون بهذا المقام, وتعجز عن قراءة الواقع..إنّ من أهم سمات القائد, إستقراء الحدث قبل وقوعه, لا إذاعته على شكل أخبار, وأسفاً نقولها: كنت فاقداً لتلك السمّة. الحكماء والموافقة الواسعة, عنصران يصنعا الرؤساء, في بلدٍ مزّقته أتون الحروب, وأنهكته مهالك الفتن؛ فإن إستمر التشبث سعرّت النار لهيبها لقضم ما بقيّ من خضراء في ربوعنا المجدبة..التضحية والإيثار, تفعل مالا تقوى عليه البنادق, فلو إستمعت لصوت العقل, ومنطق الحكماء؛ لأتقيت شر النكبة, وصار خروجك وساماً يضعك في خانة الشجعان.

أما وقد خرج الأمر عن طوعك, وصار رفيق دربك, واقعاً بحكم الدستور والقانون والإتفاق الذي أجمع عليه الداخل والخارج؛ فلا تنتظر من الأحرار كلمة ثناء..ليتك حينها عرفت برحيلك الحتمي, لكان ذلك يعيد إليك جزءً من الكرامة المهدورة؛ في كل يوم يأتيك تهديد جديد, ومن الداعين لك, تخلّوا عنك لإنك أحرجتهم..صيحات التهديد, والنصيحة الأمريكية, لم تستطع التشويش عليها كل أغاني الدنيا وشعارات الكون. ولإنك وضعت وقراً في سمعك, أضطروا لمخاطبتك بصرخاتٍ عالية ومن القارة النائية, عندها رضخت إيها المتشبث..

رحلت, بعد ثمانٍ عجاف, كان آخرها نسبة مئوية من مساحة الوطن, خرجت من حكمك لتنضوي تحت عباءة الخليفة اللقيط..قارب العدد, مليون, وفاقت المهالك حتى خيال الإرهاب الغاشم؛ فهذا الجنوب تغطيه لافتات العزاء المقيم, وهو يؤبن شهداءه البررة..هل ستكتفي بغداد بذاكرة التفجيرات الدامية, أم ستساهم بكتابة تاريخك المسجّل بماركة "الفشل"؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو موسى الحلي
2014-08-16
كل ما سيتذكره التاريخ من المالكي انه وقف بوجه توصيات المرجعية وحاول هو ودولة القانون على مدار اكثر من 30 يوم تضليل الشارع العراقي والا بقية الامور هي غير ذات اهمية وتعتبر تحصيل حاصل بسبب مواقف كل الكتل المشاركة في حكومته
كاكه حيدر
2014-08-16
انه الرضوخ بعينه..ﻻن دور المالكي انتها في جلب الدواعش الدمويون واثارة كل هده المشاكل في البلد ..كما سبقه صدام كل ادى دوره باحسن وجه .والله في عون السيد السستاني والشعب العراقي المسكين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك