المقالات

أرجوكم {لَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ}

1203 21:22:41 2014-08-13

ان لحظة تكليف السيد رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم للدكتور حيدر العبادي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، هي لحظة فاصلة بين زمنين، وان ما أتمناه شخصيا هو ان لا يلتفت احدٌ من العراقيين الى الوراء، لننشغل جميعا بالمستقبل، ليتعاون الكل من اجل التصدي للهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراق في حربه الشعواء مع الارهاب ومن يقف خلفه، وكذلك التراكمات الثقيلة التي خلفتها لنا الفترة الماضية.
وأضفت في حديث على الهواء مباشرة لقناة (دجلة) الفضائية قبل قليل:
على الجميع ان ينظر التى الامام، فانا اطمئنكم بأنّ كل المعترضين، بمن فيهم السيد المالكي، سيلتحق بالركب، لانه، برايي، اكبر بكثير من ان تبدُر منه اية حركات صبيانية، فالذي يتولى السلطة في البلاد لدورتين دستوريّتين، يتحسس قبل غيره عِظم المخاطر والتهديد الذي يشكله الارهاب، فهل من المعقول انه سيرتكب ما يمكن ان يهدد البلاد ويعرّض المولود الجديد، النظام الديمقراطي، الذي هو احد رعاته، للخطر؟ بالتأكيد لن يفعلها.
انه سيعظّ على الجراح ويتجاوز ما يسميه بالحق الدستوري من اجل الصالح العام، وانا أتذكره جيدا عندما سمعته مرة يقول من على الشاشة الصغيرة، بان أمّه لم تلده رئيساً للوزراء ليبقى كل العمر، وهذا ما كان.
اما الذين يتخوّفون من انّه قد يقدم على ارتكاب خطأ بتحريك قوات مسلحة مثلا او ما أشبه، فلهؤلاء كذلك أقول، انه لن يفعلها، وذلك:
اولا: العراق اليوم دولة ديمقراطية يحكمها دستور لا يجيز لاحد ان يلعب بذيله على هذا المستوى من الرعونة ابدا.
ثانيا: وفي الدول الديمقراطية فان ولاء القوات المسلحة للوطن وليس للأشخاص.
حتى أقاربه الذين يمكن ان يكونوا قد تسنّموا مواقع في القوات المسلحة محاباة او أثرة مثلا، حتى هؤلاء فان ولاءهم كذلك للوطن.
ان من يواجه الارهاب بهذه الشدة لا يمكن ان يبيع شرفه العسكري وولاءه الوطني لشخص الحاكم، فالسلطات تزول اما الباقي فهو الوطن.
ثالثا: كما ان الظرف السياسي والأمني الى جانب الظروف الإقليمية والدولية، لا يسمح بذلك ابدا.
رابعا: وفي العالم الثالث، صحيح ان الحاكم قد يمتلك كل شيء عندما يكون في السلطة، الا انه عندما يتركها فسوف لن يمتلك اي شيء، ولذلك فهو اليوم لا يمتلك اكثر من مقعده النيابي تحت قبة البرلمان، طبعا، اذا ما أراد الاحتفاظ به.
انه يدرك جيدا بانه لم يعد الكتلة النيابية الاكثر عددا، فبعد التقدم الذي حصل امس في العملية السياسية لم يبق معه الا () نائبا فقط، والذين سمعت اليوم بانهم تقلصوا الى اقل من النصف.
حتى الرجل الثاني في حزبه، والناطق الرسمي باسمه، وكذلك القيادة التاريخية لحزبه، ان كل أولئك انفضّوا من حوله، فبمن يريد ان يواجه استحقاقه الدستوري يا ترى؟.
ولا ننسى صاحب الزواج الكاثوليكي، فهو الآخر طلب منه الطلاق (الكاثوليكي)!.
امّا أمنيتي الاخيرة بهذا الصدد، فهي ان تكُفّ ما بقي من ابواقه المشروخة عن الصراخ والعويل والكلام البذيء ضد الآخرين، ولتتأكد هذه الأبواق ان ليس بمقدورها ابدا ان تعيد عقارب زمن العملية السياسية الى الوراء ولو للحظة واحدة، فالصمت والإذعان أولى واسلم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك