المقالات

الى رئيس مجلس الوزراء الجديد..مع التحية (2)

1307 01:36:11 2014-08-13

حادي عشر: إصْغِ الى المرجعية الدينية العليا دائما ولا تبتعد عنها بعد ان ثبت بالتجربة وعلى مدى () عاما بانها اكثر الناس حكمة وخبرة وتجربة وحرصا على الصالح العام، فليس من العقل في شيء ان تبتعد عنها او تتجاهلها.
لقد تأكّد للعراقيين جميعا، بانها تدافع عن مصالح الجميع وخصوصياتهم بلا تمييز، وأنها تستبق الأحداث قبل وقوعها لولا تجاهل المسؤولين لتحذيراتها، كما ثبت لهم بانها تمتلك رؤية استراتيجية في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بملايين التكتيكات التي كادت ان تدمر هذه الاستراتيجية لولا لطف الله تعالى.
وبحمد الله تعالى فان المرجع السيستاني الذي انعم الله تعالى به على العراق في هذا الظرف العصيب والحساس والخطير الذي يمر بالبلد منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام ، يتميز ببعد نظر استراتيجي يعتمد:
/ عدم التدخل في شؤون الدولة والسياسة الا عند الضرورة على العكس من البعض الذي يدس انفه في الصغيرة والكبيرة، ما يفسد دين الناس ودنياهم.
/ لا يوظف الفتوى في الشأن العام الا للضرورات القصوى والتي لم يمر بها العراق الجديد، وبحمد الله، الا مرة واحدة قبل شهرين عندما تمدد الارهابيون ليستولوا على أراضي شاسعة ومدن وبلدات كثيرة، فهو يقدم المشورة ورأي الأغلبية دائما.
/ احترام الكفاءة والخبرة عندما يريد ان يدلي برأيه في قضية من القضايا ذات الشأن العام، كذلك على العكس من البعض الذي لا يدري ما يقول.
/ تعامله الأبوي مع المسؤولين، فهو لا يفرض رأيا وإنما يشير بنصح وصدق وأمانة قل نضيرها، مستحضرا خبرته وتجاربه بشكل دقيق.
/ عدم السعي لزج الدين في السياسة ولذلك منع شخصيا وكلاءه ونوابه من التصدي لأي موقع رسمي في الدولة، لانه لا يعتقد بولاية الفقيه، والا لكان تعامله مع المسؤول في الدولة بطريقة اخرى.
/ المقبولية الدولية والإقليمية فضلا عن الوطنية الواسعة جدا، ما جعل كلمته مسموعة من قبل الجميع، الا اللّمم.
/ إيمانه الكبير بالديمقراطية وأدواتها، وبرأي الناخب، الى جانب إيمانه العميق بالشراكة الحقيقية، لإيمانه بالتنوع والتعددية التي يتمتع بها المجتمع العراقي.
/ اطّلاعه الواسع على كل شاردة وواردة، ومتابعته الدقيقة لمجرى الأحداث، ولذلك لم يزره احد، أيا كان، حتى الامين العام للأمم المتحدة، وسمعناه يشتكي من انه رأى المرجع جاهلا بقضية او بمعلومة، 
ان كل ذلك يجب ان يكون حافزا قويا لك لمتابعته دائما والإصغاء اليه والاستئناس برأيه وتوجيهاته، فهو السند القوي والحصن المنيع والكهف الحصين الذي يمكنك اللجوء اليه مطمئنا.
ان الشعوب المتحضرة تتمنى ان يكون عندها حكيما تلجأ اليه، تصغي لرأيه وتسمع لتوجيهاته كلما مرت بظروف صعبة وقاسية، فلماذا لا نكون كذلك؟ لماذا نتجاهل الحكمة ولا نعيرها اهتمامنا؟ فكيف بها اذا كانت على لسان المرجع الاعلى؟.
الم نسمع بتصريحات المسؤولين الدوليين وزعماء الطوائف الدينية في العراق الذين يدلون بها بعد كل لقاء مع المرجع؟ الا يحق لنا ان نفتخر به؟ فلماذا نظلم انفسنا بتجاهل كلامه؟ لماذا ندفع بالعلاقة معه الى حد يضطر فيه الى ان يخبر احد زائريه مؤخراً بان المسؤولين لا يسمعون منه؟ لماذا؟.
لا تكرر الخطا الذي وقع فيه سلفُك عندما أدار ظهره للمرجعية، بعد ان كان ابنها المدلل، يمر عليها ويزورها متى شاء، تستقبله وتودّعه عند الباب، هذا على الرغم من انه كان على قناعة تامة بان المرجع السيستاني هو الرجل الوحيد القادر على توجيه العراق الى بر الأمان، وهذا ما سمعته منه شخصيا في لقائي به خلال احدى زياراته للأمم المتحدة في نيويورك، فلقد أجابني في جلسة خاصة لم يحضرها سوى مستشاره الاعلامي السابق والناطق الرسمي وقتها، على سؤال عن رايه بكيفية تجاوز الأزمات الحادة التي يمر بها العراق، قائلا: هناك رجل واحد فقط يمكنه توجيه البلاد الى بر الأمان الا وهو المرجع السيستاني!.
ترى، لماذا، اذن، ابتعد عنه ولم يعد يصغي اليه؟ اتمنى عليك ان تسأله لتعرف الجواب منه لتتجنبه فلا تكرره مع المرجعية مرة اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك