قاعدة كلية القوة الجوية العراقية, في صلاح الدين سابقاً, اليوم تعرف بقاعدة اسبايكر, سميت تخليداً لقائد سرب أمريكي, أسقطه أحد الطيارين العراقيين الأبطال, في سنة (1991), بطائرته الميغ (21) العراقية, والسؤال لماذا سميت باسم الطيار الأمريكي, وليس العراقي؟!.
دعوا السؤال جانباً, وليكن أسمها ما يكن ولكن, ما لا يترك جانباً ولا نستطيع أن نتغاضى عنه, لماذا تركوا في داخلها (1700) طالباً, وتسليمهم بيد الدواعش, حتى يقتلوا بدون رحمة؟!.
هذه المجزرة أسبابها كثيرة؛ منها سوء اختيار القادة, والضباط, والمسؤوليين عن القاعدة, لكونهم مَنْ سلَّم الطلاب الى الدولة اللا أسلامية, وطلبوا منهم عدم المقاومة, والسبب الثاني, هو إصدار قرار من القائد العام للقوات المسلحة, بعدم الانسحاب من المناطق الساخنة, وكل مَنْ ينسحب فهو خائن!.
تعددت الأسباب والموت واحد, تصفية جسدية منافية لكل الأعراف الإنسانية, والأديان السماوية, فأعدادهم كبيرة, ولم ينجُ سوى شاب واحد, من أهالي الديوانية, وفي لقاء معه على إحدى الفضائيات, يروي ما حدث, تخاذل وخيانة الضباط, واهمال من الحكومة, سببان رئيسيان لمصيرهم المحتوم, فكأنه يتحدث عن فلم رعب, من إنتاج هوليودي, وربما أكثر بشاعة.
العراق هو البلد الوحيد في العالم, إذا حصلت فيه كارثة, فإنها تُسجَل ضد مجهول, لأنها قضية مخطط لها, ومؤامرة كبيرة, والنتيجة عكسية, لكون كل مَنْ يحاول محاسبة المقصر, فإنه متآمر وخائن, وهذا أبسط ما يقال عنه!.
أُيتها الحكومة, مذبحة جديدة؛ يذهب ضحيتها مزيدٌ من الأبرياء, وكوكبة عزيزة من الشهداء, وأنتم تتنصلون عن مسؤولياتكم الشرعية, والوطنية, والإنسانية, غير مبالين بمشاعر عوائلهم الصابرة, منذ 12/6/2014 ولغاية الآن, فمناصبكم, ومكاسبكم, أهم من دماء الشهداء!.
إنها جريمة حرب, وخيانة لا تُغتفر, مَنْ يتحمل ذنبها؟!, فأعراس الشباب تحولت الى فاجعة, تدق مضاجع الخونة, والمتخاذلين من القادة, وأسقطت أقنعتهم التي يتخفون ورائها.
صبراً عوائل الشهداء, لن تضيع دمائهم الزكية, فلنا وقفة مع داعش؛ ليكون حسابهم عسيراً, على كل ما فعلوه بأبناء الشعب, فتباً للقتلة, ولنا وقفة أخرى, مع المارقين ومصاصي الدماء, من الساسة الذين إعتاشوا على المصائب, ووقفوا فوق الجراح يرقصون طرباً, على صوت الأنين والألم.
https://telegram.me/buratha