المقالات

نيرون العراق .. وأبواب جهنم

1774 20:21:05 2014-08-09

لمن لا يعرف نيرون, أنه ألامبراطور الخامس والاخير للإمبراطورية الرومانية من السلالة اليوليوكلودية, امتدت فترة حكمه من (54-68) م, أتسمت فترة حكمه بالتسلط والدكتاتورية, والبطش, وفشل في الساحة العسكرية والسياسية, شهدت فترة حكمة أنقلابات عديدة, وفي نهاية المطاف مات منتحراً عام 68م, مخلفاً وراؤه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد, والفوضى من كثرة الحروب الأهلية أثناء حكمه.

أما أشهر الكوارث على الإطلاق في فترة حكم نيرون, كان حريق روما الشهير سنة 64 م, حيث راوده خياله في أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير, حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة, لمدة أسبوع في أنحاء روما، وألتهمت النيران عشرة مناطق, من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق, وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق, الذي خلب لبه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التي يصف فيها حريق طروادة.

حين وجهت أليه اصابع الاتهام بأنه كان وراء الحريق, راح يبحث عن كبش فداء فألصق التهمة بالمسيحيين، الذين ذاقوا صنوف مختلفة من التعذيب بسبب تلك التهمة الملفقة, حتى أنهم عاشوا في سراديب تحت ألارض, ومازالت كنائسهم الى ألان يزورها السياح.
كثر هم أمثال نيرون في العالم العربي, وما أكثرهم في العراق, فقد عانى الشعب العراقي لأكثر من 35 عاماً, من حكم ديكتاتوري متسلط, حكم البلاد بالحديد والنار, وقد ظن الناس أنهم تخلصوا من الديكتاتورية, وستنتهي عصور التسلط والتفرد, ألا أن ورثة نيرون لن يخلوا منهم زمان أو مكان, فالكرسي وسطوته يخلق ألف نيرون, وهاهو العراق ألان يقف في مفترق طرق, ويصارع حقبة جديدة من الحكم الفردي, الذي يسعى لغرس, جذوره في العملية السياسية من جديد.

أختيار رئيس الوزراء, تلك المعضلة التي لم يتخطاها البرلمان العراقي الى آلان, فلم تلق دعوات المرجعية آذان صاغية, من قبل كتلة دولة القانون, فيما يتعلق بتغيير الوجوه وعدم التشبث بالكراسي, فيؤكد اغلب نواب الكتلة في كل لقاء تلفزيوني وعلى أية قناة فضائية أن دعوة المرجعية, لا تنطبق على مرشحهم لرئاسة الوزراء! وأن المرجعية تقصد بالتشبث, المنهجية السياسية الخاطئة فقط, ولا تقصد أشخاص بعينهم.

العراق بعد عام 2003, لم يختلف كثيراً عن السنوات التي سبقت سقوط النظام, فالجوع والفقر, والتسول, وأهمال الخدمات, والموت المجاني, وسيادة الرؤية الحزبية الضيقة, التي أسست لسياسية ألاقصاء, وفق منطق (أن لم تكن ضمن قائمتي, ستموت جوعاً), أفرزت ساسة لم يختلفوا كثيرا عن نهج نيرون, في حكم العراق, فورثة نيرون, قد أخذتهم غفلة السلطة, بعيدا عن واقع الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك