اتهام الكونغرس الامريكي لاوباما بفشله في الدفاع عن العراق وتجاهل مساعدته تجاه ما اقدمت عليه داعش من اعتداءات واضحة للعيان وخاصة الجرائم التي اقترفتها ضد الاقليات العزيزة تمثل وصمة عار في جبين السياسة الامريكية والحقيقة ان الصيحات الجديدة التي تطلق من هنا وهناك ومن مسؤولين كانت يجب ان تحرك ساسة البيت الابيض منذ بداية الازمة وقبل دخول هذه العصابات الى العراق وبالذات نينوى التي تمثل كل اجزاء العراق وفيها من كل اطيافه وموزائيكه (سنة وشيعة ومسيح وايزدية وعرب وكورد وتركمان واديان ومذاهب مختلفة ) ...فهل ان امريكا صحت لتوها ام لها نوايا مقصودة في سبيل اعطاء العين الحمراء للقيادات السياسية لكي تستجيب لمطالبها..
كما وان السكوت على كشف مصادر تمويل هذه الجماعات الارهابية بلاشك جريمة ضد الانسانية والتي تشير التقارير الدولية على ان المصادر تاتي بصورة رئيسية من دول الخليج عبر منظمات وواجهات دينية وانسانية كما ان هناك قنوات شبه رسمية معروفة تدعم هؤلاء في حربهم على العراق وسورية فيجب كشفهم قبل المضي في غيهم والاستمرار في توسعهم . وقد ذكرت بعض المواقع الامريكية مثل ( ديلي بيت ) ان حلفاء الولايات المتحدة والذين لهم اجندات مزدوجة في امور محاربة الارهاب تقوم بتمويل هذه العصابات منذ سنوات وتمثل شلة من الاثرياء القطريين والسعوديين ودول خليجية اخرى وطبعاً هذه المواقف هي التي منعت تسليح الجيش العراقي وفق الاتفاقية الاستراتيجية الامنية الموقعة مع الطرف الامريكي والامر الذي يتعارض مع التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا البلد من قبيل فلول الارهاب كما انها تمتنع عن التنسيق مع القيادات العراقية لمكافحة هذه الشرذمة بحجة الانقسامات السياسية الداخلية ...ولم يعد هناك شك في ان السفارة الامريكية في انقرة تضطلع بدور مباشر لدعم وادارة القيادات المسلحة المجرمة التي تتحرك بين سوريا والعراق وهذا ما ذكره موقع ((فورت ميديا ))الصينية من اعطاءها الضوء الاخضر بهدف تدمير البلدين وتوسيع رقعة الحرب فيهما للحد من توسع الجمهورية الاسلامية الايرانية بلد الامل والتحديات وقد افصحوا عن ذلك في وسائل الاعلام وهذا ما كشف عنه رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري بقوله((ان السفارة الامريكية في انقرة اصبحت مقراً لعمليات داعش ))
فكل ما يصرح به المسؤولون الامريكيوين عن تهديدات هذه القوى الظلامية هو سلاح لاثارة القلق والتشائم والرعب في المنطقة ...فنجد ان ريشارد ريد جيت مدير وكالة الامن الوطني الامريكي يقول ان وجود الاف المقاتلين الاجانب صفوف مع داعش يقلق الولايات المتحدة واوربا ...ان التردد والارتباك الذي يسود الموقف الامريكي في عدم حسم الموقف لايعني إلا انها غير جادة في مكافحة هذه الافات السرطانية وهي تتحابى معها ورغم ان مستشارة مكافحة الارهاب في البيت الابيض (ليزا موناكو )اكدت بأن ارهاب داعش يمثل تهديداً محتملاً لاوربا. في حين انها لازالت في سبات عميق و لا ابالية في التحرك برغم من ان هناك دعوات اخرى من داخل الكونغرس تطالب بضرورة الانطلاق نحو مكافحة الارهاب في الشرق الاوسط لابل العالم واطلاق اسلحتهم بوجه هذه الطغمة الفاسدة مما يؤكد وجود رؤى مختلفة وخلافات شديدة بين السياسيين واللاعبين في البيت الابيض ووصل الامر باتهام الرئيس اوباما بالتغاضي على اعتبار ان اي امر عسكري يجب ان يكون له حسابه وعدم التهور في اطلاقه وعليه ان ينظر الى المدى البعيد وايقاف تقدم (داعش ) لا القضاء عليه...
مع الاسف لم نلمس موقفاً جدياً من المتشدقين ودعاة الانسانية في الفكر والعقيدة في حين يسكتون تجاه تحركات هذه العصابات الهمجية وتصرفاتهم الصبيانة الحمقاء والتي تنم عن حقد دفين وتطبق افكارها وفق مواقفها وتوجهاتها الشاذة..ان انتهاء داعش ليس صعباً اذا ما نوت بعض الاطراف في المنطقة ولا حاجة لمساعدات الدول خارج منظومتها ولكن المخططات تسير وفق ماتريده امريكا ومارسمتها خزانتها الفكرية والاستراتيجية وعملائهم في المنطقة ولتبيث حق بقاء الكيان الاسرائيلي والدفاع عن وجوده..وكل مايعلن ليس إلاتمويه للراي العام وتغفيل الشعوب من اجل تنفيذ اهدافها والتغطية على حلفائها والدول الخاضعة لاراتدها وتأمين مصالحها وفقاً لما يجري وراء الكواليس..واولها الخارطة الجديدة التي تفرض تغييرات للحدود الدوليه التي ثبتتها بريطانيا وفرنسا في القرن الماضي وازالت القديم لضمان مصالح اللاعبين الكبار وعلى راسهم الولايات المتحدة الامريكية التي اصبح لها وجود يهدد مصالح الدولتين و لانسى روسيا اليوم التي فرضت نفسها بعد الاضطرابات الاخيرة في العالم العربي وموقفها من الاحداث الجارية و وقفوفها الى جانب سوريا وتسليح العراق خلافاً لما تريده الولايات المتحدة الامريكية ببقاء الازمات على حالها.
https://telegram.me/buratha