لاشك أن كل شيء مآله إلى النهاية المحتومة ، فنهاية الإنسان هي الموت حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) .أذن الإعمال هي الوسيلة التي توصل الإنسان نحو النهاية السعيدة أو النهاية التعيسة .
أن نهاية الطغاة والظلمة هي بالتأكيد نهاية تعيسة لا مجال لذلك . وما إرسال رب العالمين موسى وهارون إلى فرعون عندما طغى وقال أنا ربكم العلى هو خير دليل على ذلك ((إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )) .وقال الله سبحانه وتعالى (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا )) . فأراد فرعون أن يزعج موسى ويخرجه مع بني إسرائيل مِن أرض "مصر"، فأغرقناه ومَن معه مِن جندٍ في البحر عقابًا لهم . أن دعوة موسى وأخيه هارون هي دعوة تمكين للمستضعفين، وتحرير للناس من عبادة غير الله تعالى. بينما دعوة فرعون هي دعوة عبودية له، واستخفاف بهم. فاستخدم التهديد والوعيد ليستخف ببني إسرائيل (( وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ )) .
كانت إرادة فرعون أن يستخدم البطش والتهديد ليستخف بفئتي المجتمع في مصر: المصريين، وبني إسرائيل. لتسهل السيطرة عليهم، وليستتب له الحكم بلا معارضة.
وقد نجح في ذلك مع قومه المصريين، حيث استخفهم فأطاعوه. ولكن الله يريد للطائفة المؤمنة أن تكون عزيزة أبيَّة، لا تخضع للترغيب والترهيب على حساب دينها، ومعيقة لها عن وظيفة تحقيق العبودية لله وحده في الأرض، ولا يتحقق هذا بلا تمكين.
لذا كانت معية الله للطائفة المؤمنة من بني إسرائيل، حيث بدت السنة الإلهية في نصر وتمكين العباد المؤمنين، حين أراد فرعون الاستخفاف ببني إسرائيل.. ولكن دائرة السَّوء جاءت عليه، وانقلب كيده إلى نحره، حيث غرق في اليم. فانقلب المستخِفُّ مسخفَّاً به.
إننا اليوم أمام الظاهرة الفرعونية الجديدة التي تتزود إلى جانب الصدامية بالمالكية (الدعاية والثقافة ،و الإعلام والتعليم والمال والثروة والأعمال بالسياسة وفساد رجال السياسة بالمال، ثم التمويل لحملات الطغيان، ثم استثمار الحصانة في الثروة وتحصين الثروة بالسياسة ) .
أن التمسك بالسلطة من قبل المالكي هو حبه للكرسي والجاه والرئاسة والمال والسلطان بغض النظر عن ما يذهب إليه البلد إلى الجحيم .وقد ظهر ذلك في خطابه الأسبوعي بأنه سيفتح نار الجحيم على العراق في حالة عدم ترشيحه لولاية ثالثة .أن المالكي يريد أن يستخدم البطش والتهديد ليستخف بمكونات الشعب العراقي لتسهل السيطرة عليهم وليستتب له الحكم بلا معارضة . وقد نحج ذلك مع أنصاره في قائمة ائتلاف دولة القانون ، حيث أستخفهم فأطاعوه ، ولكن المرجعية الدينية لا تخضع للترهيب والترغيب على حساب شعبها ، فرفضت رفضاً قاطعاً أن يتولى الولاية الثالثة وخاطبته على عدم التشبث بالسلطة ، حيث أراد المالكي الاستخفاف بها ، ولكن دائرة السوء جاءت عليه بعدم ترشيحه متعللاً بأنه الكتلة الأكبر ومهدد ومتوعداً العراق بأنه سيفتح عليه نار الجحيم ، فأنقلب كيده إلى نحره ، وسيكون خارج السرب ، لما ارتكبه من أعمال خلال فترة حكمه ، وقد تكون نهايته مظلمة في حالة إصراره بالكرسي ،كما كانت نهاية الطغاة على مر العصور .
https://telegram.me/buratha