المقالات

معالجة الفشل بالفشل

1394 00:39:40 2014-08-03

كل مؤسسة تدار وفق خطة، يتم وضعها بالاستناد لعدد من الحقائق من الواقع، ويتم التعديل عليها مع المستجدات، هذا بالنسبة لأي مؤسسة صغرت أم كبرت، ومهما كان نشاطها، وبالنسبة لإدارة دولة، فبدون الخطة والتخطيط لا يمكن ان تستمر أو أن تحقق أي نهوض، وعلى كل المستويات.
العراق بعد التغيير وخاصة السنوات الثمان الخوالي، كان يدار بعقلية لا تعرف معنى الخطة، وكيف تضعها؟ وكيف تنفذها؟ إضافة إلى انعدام قدرتها على استنساخ تجارب والاستفادة منها، وهذا على كل المستويات، السياسة الداخلية والخارجية والاقتصاد والأمن وسواها.
بما أن الهاجس الأمني اليوم هو الأشد ضغطا على الشارع العراقي، نتناول هذا الملف، بعد أن استنهض الشهيد أبو ريشة همم العشائر، لمواجهة تنظيم القاعدة الإجرامي، وما قام به من جرائم بحق أهل الانبار بصورة خاصة، وأبناء العراق بصورة عامة، تمكن من بسط الأمن بشكل تام في الانبار، من خلال تشكيل الصحوات، لكن بعد استشهاده ، بدأت الأمور تنهار بالتدريج، حتى وصلنا إلى اليوم، حيث تبسط داعش سيطرتها على الانبار والفلوجة.
فلماذا نجح الشهيد وفشل خلفه.؟ ولماذا نجح الشهيد في الانبار في حين فشل الآخرين في محافظات، ومدن أخرى من العراق؟ رغم أن الإمكانات كانت أكثر والدعم أقوى، لو كانت هناك حكومة واعية ومدركة لدورها، لبحثت الأسباب، التي نعتقد أن السبب الرئيس أن أبو ريشة الشهيد، كان مدفوع بالثأر لمن قتل من أسرته وما انتهك من أعراض، لذا عمل ضد القاعدة بصدق وبعيد عن أي أجندة، لكن ما بعده دست القاعدة شخصياتها في تشكيل الصحوات وقيادتها، مما افشل المشروع برمته.

الحكومة العراقية حاولت استنساخ تجربة أبو ريشة، من خلال تشكيل مجاميع مسيسة قريبة من الصحوات، واختارت لها قيادات حسب الولاء للحكومة وليس للعراق، حيث شكلت مجالس الإسناد وكانت تابعه للحزب الحاكم، ومن بعدها شكلت أبناء العراق في وسط وجنوب العراق، أما في المحافظات المضطربة فتم تشكيل قوات العشائر التي كانت تقاتل الجيش ليلا، وتدعي مساندته نهار، وصرفت الحكومة مليارات لدعم هذه التشكيلات من تسليح ورواتب وشراء ذمم، كلها تحولت إلى دعم لداعش والقاعدة، وتضاعف هذا الدعم من الغنائم التي كان يسلمها الجيش، عن طيب خاطر للمجرمين، وينسحب كما في الانبار والموصل وتكريت وجرف الصخر.

اليوم تعلن الحكومة عن تشكيل كتائب من أبناء الموصل، لمقاتلة داعش الذي استقبلوا بالزغاريد، وهذه الكتائب طبعا سوف تشكل بعيد عن أنظار الحكومة، ولا يمكن تدقيق منتسبيها، بل كل ما على الحكومة أن تصرف مليارات لعشرة ألاف مقاتل، ابسط الإشكالات أن يكونوا أسماء بلا شخوص.
أن هذا التخبط وانعدام الرؤية، لا يمكن أن يحقق أي شيء على الأرض، وهذا ما أثبتته التجارب السابقة، لكن ما يحتاج إلى التحقق هو سر الإصرار على معالجة الفشل بالا فشل، ويتم دعم الأعداء وهل ينم هذا عن جهل من قيادة القوات المسلحة والحكومة؟ أم تطبيق لأجندة مجهولة، تقتضي دعم المخربين لتحقيق توازن مع قدرات الدولة العراقية وجيشها، الأمر يحتاج إلى وقفه جادة، قبل أن تتحول كل الإمكانات لداعش، كما تنبيء تصرفات الحكومة اليوم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك