المقالات

دولة "الكواليس"

1213 17:11:07 2014-08-01

لا يختلف اثنان, على أن المشهد العراقي حاليا, مشهد معقد, تكتنفه المشاكل من كل مكان, أمن مستباح, وعملية سياسية عرجاء, وشركاء متخاصمون, وحاكم متشبث.
كل ما يحدث في العملية السياسية, هو طبخات سياسية, تحدث خلف الكواليس, تقرر هذه الطبخات, اللحظات الاخيرة الحاسمة, سواء بالمزايدات أم التهديدات أوالتصعيدات.
ابتدأت اول طبخة, قبيل جلسة انتخاب رئيس البرلمان, حيث عقد اجتماع جانبي داخل اروقة مجلس النواب, بين سليم الجبوري من جهة, والمالكي والجعفري والاديب والعلاق من جهة اخرى, ليخرج الجميع لحضور الجلسة, ويتم التصويت على رئيس البرلمان, لمصلحة سليم الجبوري.
تستمر الطبخات, ليتم حسم امر رئاسة الجمهورية, بانتخاب فؤاد معصوم عن التحالف الكردستاني, رئيسا جديدا للبلاد خلفا للرئيس السابق جلال طالباني.

وبعد اكتمال ضلعي قيادة الدولة, واعني رئاسة البرلمان والجمهورية, بقي امام الكتل السياسية اكمال الضلع الثالث, الا وهو رئاسة الوزراء.
رئاسة الوزراء للثمان سنوات السابقة, كانت برئاسة نوري المالكي, ومع سليبات وانتكاسات هذه الثمان سنوات, فان المالكي لازال مصرا على تسنم الولاية الثالثة, ومع رفض كل الكتل السياسية والمرجعية التي صرحت بعدم التشبث بالمناصب- للولاية الثالثة, الا ان المالكي وائتلافه, لازالا مُصِرِّيْن عليها.

يحاول المالكي بكل الطرق, الوصول للولاية الثالثة, وهو بذلك يستخدم اسلوب "الجزرة والعصا" لبلوغ الهدف, فنراه يُصَعِّد هنا, ويداهن هناك, كما فعل مع كردستان التي هددها, ليعود ويعتذر ويزورها.

قبل بضعة, ايام زار المالكي رئيس البرلمان سليم الجبوري, في مكتبه في البرلمان, ودار في هذه الجلسة, خلف الكواليس امور عديدة, خرج منها البعض للعلن, وما خفي كان اعظم, فالرئيسان صرحا, بانهما قررا تشكيل لجان من البرلمان ومن مجلس الوزراء, لتسهيل اقرار وتشريع القوانين المهمة, وهنا حدث استغفال واضح لرئيس البرلمان, فكيف تُشَكَّل لجنة من حكومة تصريف اعمال, لغرض اقرار القوانين, ألا يعلم سيادة رئيس البرلمان, ان حكومة تصريف الاعمال هي لإدارة شؤون البلاد مؤقتا, وليس لها صلاحية اعداد مشاريع القوانين او تصديقها.
ثم ما المغزى هذه الزيارة, التي جاءت صبيحة اختطاف رئيس مجلس محافظة بغداد علي العضاض, والمنتمي لنفس الكتلة التي ينتمي إليها رئيس البرلمان, أ ليست هي رسالة واضحة, بأننا قادرين على ان نفعل بك كما فعلنا بالعضاض, انها رسالة مبطنة, مفادها ان المالكي يملك اوراق ضغط, يضعها امام سليم الجبوري لكي يرضخ للقبول بالولاية الثالثة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك