يعيش العراق ويمر بظروف سيئة امنياً يستدعي توحيد القوى السياسية الوطنية بمختلف توجهاتها لحل الخلافات وتقريب المشتركات وترك الصراعات وتوحيد الرؤى من اجل الوقوف بوجه الارهاب الاسود وتضييق الخناق عليه وكشف خيوط المؤامرة ومن يروج لها وعدم التغاضي عن السياسيين المشاركين في داخل العملية السياسية وفي نفس الوقت لهم يد في دعم الارهاب ويغطون على جرائمهم ويتمادون في العمل ضد العراق واهله .
ان ايجاد السبل الكفيلة للتفاهم وتغليب مصلحة الوطن على مصالح الكتل والطوائف هو الطريق الصحيح لردع المشاريع العدوانية والاجرامية المستوردة من الخارج بدعم داخلي ومنع المناكفات ووضع الحلول المناسبة والمؤطرة بروح المواطنة وانهاء الجدل العقيم في توزيع المكاسب والمناصب والعمل بالدستور والقوانين . فتوحيد الصفوف هو الطريق السليم لخلق مناخات ملائمة للتلاحم الاجتماعي والامني و السلاح الأقوى لمواجهة التحدات الصعبة والعصيبة التي تعصف بنا.
البلد يقف على اعتاب مرحلة خطيرة يجب على الطبقة السياسة ان يسجلوا موقفاً يذكره التاريخ لهم وان يعرفوا ثقل المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقهم .
لقد قدم الشعب ما قدم من الصبر والصمود والتحدي بكل فئاته ومكوناته وهم يتصدون بعزيمة وايمان للفتن وجرائم الارهابيين ومواصلة مسيرة الحياة والمحافظة على اواصر الاخوة والوحدة والوئام بالرغم من كل المخططات الرامية الى تمزيق نسيجه الاجتماعي كما ان الشعب يساهم بافتخار في فضح المؤامرات الرامية لافشال تجربته السياسية والعملية الديمقراطية وكانت هناك خطوات فاعلة رغم تلك الظروف الاستثنائية الحرجة عمل عليها اهمها "انتخاب رئيس لمجلس النواب ونوابه وانتخاب رئيس الجمهورية" وحسب التوقيتات الدستورية وبطريقة شفافة بذات الشكيمة والعزيمة و الاخلاص والمطلوب الاستمرار والتواصل جميعاً للتوجه نحو نفس السياقات الدستورية لتشكيل الحكومة الوطنية القادمة لتنجز مهامها الاساسية ومن اهمها الملف الامني والتصدي للارهاب بكل قوة وحزم والتحرك نحو توفير حاجات المواطن ليعيش الحياة الكريمة الحرة الرغيدة في إطار من التعاون والترابط والتكافل بين أفراده كما عهدنا دائماً .
ان وحدة الصف يعني سد الثغرات التي يمكن ان ينفذ من خلالها اعداء العراق وفتح ابواب الامل المشروعة لتجاوز المحنة وليس ببعيد من هذا الشعب الابي لانه يمثل النموذج الوطني مدى التاريخ وانه صانع صفحات المجد والحياة ابداً .
المواطن يتطلع للاسراع في اكمال العملية السياسية واتمام ما نتج من محطات في العملية الانتخابية للدفع بالمؤسسات الحكومية وبقوة نحو تحقيق وتنفيذ التنمية وتوطيد الامن ومحاربة الفساد بكل اشكاله "المطلوب من الكتل السياسية السعي من اجل تاسيس دولة قوية بعيدة عن المصالح الانية والابتعاد عن التصلب في المواقف التي تؤدي الى المزيد من النزاعات والمعطلة لمستقبل العراق "وهو من اكبر الاهداف والاماني والحفاظ على وحدة ارضه وشعبة وهو المشروع والقرار المصيري والاستراتيجي الذي لايمكن ان يحيد عنه احد.
وعلى الجميع ان يواجه مسؤولياته بواقعية ووضوح دون تبرير والتفكير بمستقبل اجيالنا القادمة وعدم التضحية على حسابهم في هذه المرحلة ابداً. الكل اليوم امام محك في هذه الظروف وسيلعنهم التاريخ اذا ماتم الافراط والتفريط دون حساب وكتاب بمصالح اجيالهم ...
الارهاب الخبيث يحاول صياغة حدود جديدة في المنطقة ويتحرك نحو التلاعب بمصير شعوبها وسوف لايستثني احداً فيجب مواجهته والتصدي له بكل عزم وارادة صلبة والدفاع عن المكتسبات وعن وحدة الوطن الموحد الصامد العزيز بوجه التمزيق بعيداً عن اليأس والاخفاق والتخاذل وسوف يحفظ التاريخ بين صفحاته منجزاتهم ومواقفهم الوطنية بقلم من نوربين خطوطه ونحن نقف على اعتاب الوطن ننتظركي يسجل السياسيين موقفاً شريفاً وعزيزاً تستذكره الاجيال القادمة بشموخ..
كما هي ثورة العشرين النبيلة والمواقف البطولية الاخرى التي تعيش في خاطرة وضمير كل العراقيين .
ان العملية الانتقالية الخطيرة التي يمر بها العراق تحتاج الى تكاتف الجهود لاجتيازها وعبور جراحتها من خلال سياقات وطنية عابرة للطوائف والعرقيات والمسميات والسير بأتجاه سيادة القانون وتوفير العدالة الاجتماعية والابتعاد عن الاستحواذ على المناصب وان يكون الهدف هو الاهتمام بحقوق المواطن والوطن ومصالح الشعب بكافة طبقاته لا المغانم والمكاسب كما يلاحظ اليوم عند الكثير من الكتل والائتلافات والاحزاب الصغيرة والكبيرة مع الاسف الشديد..
حمى الله العراق واهله
https://telegram.me/buratha