مسلسل من المساجلات, والمهاترات, والمجاملات, امتازت بها جلسات البرلمان؛ لإقناع الشعب, بأنهم ديمقراطيون!, ولكن الصورة الأخيرة للمسلسل, كانت توافقات حزبية متفق عليها ليس إلا, فلقد استطاع ممثلو السنة, أن يخرجوا من عنق الزجاجة, رغم تحفظ البعض على شخص الجبوري, وكذلك أحزاب الكرد, حين عُزِم الأمر لاختيار معصوم, رغم علامات الاستفهام, ولكن السؤال, ما التعهدات والضمانات التي قدمها الجبوري ومعصوم, للكتل والأحزاب, لكسب ثقتهم؟.
المشهد السياسي, والعواصف الصفراء والحمراء, المحدقة بالعراق من كل صوب, اصطدمت بجبل أشم, كان ومازال صمام الأمان, ألا وهو المرجعية الرشيدة, التي سعت جاهدة, لتقويم العمل السياسي, من خلال فتواها الحكيمة, وتوجيهاتها السديدة. إذا أردنا أن ننظر, الى ما يجري من أحداث في العملية السياسية, رغم صعوبة الأوضاع التي يمر بها العراق؛ ونحللها تحليلاً دقيقاً, لوجدنا مفارقات لم تكن بالحسبان, في طريقة اختيار الرئاسات الثلاث, ولنبدأ برئيس البرلمان (سليم الجبوري), ممثل الأخوة السنة, فقبل انتخابه, كان على خطوة واحدة من الخروج الوشيك؛ وتوديع البرلمان برمته, لولا قرار المحكمة الاتحادية, الذي انقلب لصالحه في الوقت الضائع, ليعود رئيساً لكتلة (ديالى هويتنا), ويتم الاتفاق عليه, ليكون بديلاً للنجيفي, في رئاسة البرلمان.
إما في اختيار رئيس الجمهورية, كان هناك كرٌّ وفرٌّ, ومنافسة قوية بين معصوم وبرهم, وهما مرشحا الكتل الكردستانية, والى أخر لحظة كانت الكفة مائلة لــ (برهم صالح), السياسي المحنك, والمرشح الأقوى, الذي شغل مناصب عدة؛ ولكن قبل جلسة البرلمان بيوم واحد, تم التصويت من قبل الأعضاء الكرد, وكانت الأصوات لصالح معصوم ب (30) صوتاً, مقابل (25) لبرهم, فحُسِم الأمر الذي كان به يستفتيان.
اليوم الكرة في ملعب التحالف الوطني, وهو الكتلة الأكبر, وليس أمامه, سوى خمسة عشر يوماً, من تاريخ تسمية رئيس الجمهورية, والمدة ستنقضي, بعد عيد الفطر المبارك.
تمر الأيام على التحالف الوطني, مسرعة ومحرجة, والأنظار تصبوا وتترقب, ما شكل المولود الجديد؛ الذي يأبى أن يخرج لنا سالماً, فيتحمل المسؤولية الكبيرة, والتركة المخيفة, فمدن بأكملها بيد داعش, وعائلات مهجرة, وأضرحة مهدمة, وفساد مستشرِ, وقوانين معطلة؛ لذا وجب عليهم إجراء عملية قيصرية, سياسية خطيرة, لضمان سلامة المولود؛ بسبب المعوقات, التي تحيط برحم التحالف, وجسده الضعيف, وإصابته بأمراض التعسر السياسي.
https://telegram.me/buratha