الشعب الإسرائيلي الآمن, يتعرض لعدوان غير متكافئ, من جيش متمرس على الحروب؛ واحتلال المدن, وبناء المستوطنات, وقتل الأطفال, وتهجير العوائل, هكذا هو المشهد في الأرضي الإسرائيلية المحتلة, من قبل الجيوش الفلسطينية!.
حرب ضروس, تدور بين جيش من الطراز المتطور, ومجموعة من المدنيين العزل, لا يملكون غير الصبر والدعاء, وبعض الصواريخ.
انقلبت الموازين, واندمجت الألوان, وأصبح الأبيض اسوداً, فعمَّ اللون الرمادي؛ حتى بدأنا لا نميز بين الحقيقة والخيال, فسكت الحق عن الباطل, حتى ظن أنه على حق, هاهم الإسرائيليون يقدمون لنا الصورة الحقيقة, من الاستهتار والاستهزاء برؤساء العرب؛ المتخاذلين القانعين بالعبودية, في سكوتهم الذي لم يقدموا فيه, سوى استنكار مخجل, بحجم كرامتهم المفقودة.
مفارقة غريبة ومؤلمة, وبعيدة عن الإنسانية في نفس الوقت؛ فالشعب الفلسطيني يبادُ بالجملة, وبشتى أنواع الأسلحة, على أيدي الصهاينة, في غزة المنكوبة المغلوبة على أمرها, وتجد حكام البترو دولار, يغضون أبصارهم عن المجازر الفلسطينية, ويدفعون الملايين الى شراذم الدول, لصناعة جيش من القتلة والسفاحين!, وإعطائهم مبرراً, لتكوين جماعات متطرفة (داعش), وزرعهم بين العرب لتفريقهم, وتشتيتهم.
إن حياة الشعوب المظلومة هذه الأيام, لا تتطور بل تتدهور؛ بسبب قادتها الأنذال, فكل يوم نشهد انقساماً تلو الانقسام, وأن ما يحدث من تنازع بين الشعوب وحكامها, دليل على تخبطهم وخذلانهم, لأنها تصب في مصلحة العدو الحقيقي (الإسرائيلي), لاسيما, وقد أصبحت بلداننا العربية منقسمة على نفسها, بدلاً من أن توحد كلمتها, في التصدي للعدو المشترك, الذي ينخر جسد الإسلام, ويتغذى على دماء المسلمين.
استطاع العدو الصهيوني أن يضرب غزة, أمام أعين العالم, دون خوف أو تردد؛ لأنها استطاعت أن تضرب المنطقة العربية, قبل غزة بعملائها, الذين جعلتهم يتربعون على كراسي الحكم؛ وعلى رأسهم السعودية, التي صرحت بلا حياء: إن إسرائيل صديقة, وحماس عدو, فأي مستوى من الانحطاط, والعمالة, والحقارة وصلت إليه.
إنها جريمتنا نحن العرب, قبل أن تكون جريمة الصهاينة, لأننا متخاذلون منذ (سيكس بيكو), حين قدمنا القدس لليهود, على طبق من ذهب.
تباً لكم يا حكام العرب, أيها المتخاذلون, والساكتون عن الحق المغتصب, أبناؤكم في فلسطين يُقتَلون بدم بارد, وقصوركم مليئة (ببائعات الهوى), وتنتظرون ليأتيكم مفتٍ, ليحل لكم زواج المثل, لأنكم من قوم لوط يا أبناء الزنى, وأنتم من أعطى الحق لإسرائيل, كي تدافع عن حقها المسلوب بنظرها!.
https://telegram.me/buratha