المقالات

صراحة جنوبية شيعة الموصل ومسيحييها, حالة انسانية واحدة

1536 00:55:50 2014-07-26

الانسانية لا يمكن ان تُقْسَمَ على اثنين, الانسانية هي حالة روحية, تنبع من الضمير, الذي يرفض كل اشكال الظلم, التي يتعرض لها اي انسان, مهما كان لونه, او عرقه, او طائفته, او قوميته.
تشهد مدينة الموصل العراقية, حالات تهجير قسري, من قبل عصابات "داعش", لمكونات مهمة واصيلة من سكنة تلك المدينة.
حيث يتعرض الشبك, والتركمان, والعرب الشيعة, وكذلك المسيحين, الى تهجير ممنهج يهدف الى افراغ الموصل من تنوعها الديموغرافي, لتبقى تلك المدينة تمثل لونا واحدا.
ان منظر العوائل المهجرة, وماحل بها من مصاب, لهو منظر يدمي القلب, ويحتم على اصحاب الضمائر الوقوف جنبا الى جنب لمساندة هؤلاء المهجرون, فبعد ان غابت الدولة تماما عن حمايتهم, ومساعدتهم, لتتركهم ليد الارهاب, اصبحوا هؤلاء بلا حول ولا قوة.
ان الجانب الانساني يستلزم التفاعل مع ما يحصل للعوائل المهجرة, تفاعلٌ تُطَبَقُ آليته على ارض الواقع, من خلال مناشدة المجتمع الدولي لإعلان ما يتعرض له المسيحيون والشيعة في الموصل, بانه جرائم حرب وابادة جماعية, و تقديم المساعدات العينية والعاجلة لهذه العوائل, وعلى جميع المهتمين بقضايا النازحين من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية, ان يأخذوا دورهم, في توفير الدعم للعوائل النازحة, من خلال خطط طوارئ عاجلة تعد لهذا الغرض.

على المجتمع الدولي ايضا, دعم العراق كدولة في مواجهة الارهاب, وتقديم كل مساعدة ممكنة له, سواء أ كانت لوجستية, ام استخبارية, او عسكرية.
المفارقة التي لاحظناها, في ملف تهجير العوائل من الموصل, ان منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والامم المتحدة, وحتى حكومتنا العراقية, قد اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب تهجير المسيحيين, وضجت الدول الاوربية وكل الغرب لهذا التهجير, علما ان عدد المهجرين المسيحين لا يتجاوز بضعة آلاف الاشخاص, كما ان "داعش" اعطت ثلاث خيارات للمسيحين وهي: اما دفع الجزية, او اعتناق الاسلام, او مغادرة الموصل.
لكن تفاعل المجتمع الدولي, لم نره عندما تم تهجير الشيعة من الموصل, وسلب ممتلكاتهم, وهدم دورهم, وقتلهم والتمثيل بجثثهم, الشيعة في الموصل لم يحصلوا على فرصة واحدة للحياة, كان الموت والذبح خيارهم الوحيد.
اكثر من مليون و250 الف شخص هُجِّرُوا, وآلاف قُتِلُوا في بشير, وامرلي, وتلعفر, وطوزخورماتو, والحمدانية وغيرها, لم يتحرك ساكن للمجتمع الدولي, ولكن بضعة الاف حركتهم, لماذا هذا التمييز حتى في المظلومية؟ لماذا يترك الشيعة في الموصل, يلاقون مصيرا اسود دون عون من احد؟ حتى الحكومة العراقية التي تحسب على الشيعة لم تنقذهم.
عودا على بدء الانسانية هي صوت الضمير, وهي من يحرك الانسان للتفاعل مع مظلومية اخيه الانسان, الانسانية ليست حالة انتقائية, تتفاعل مع جهة كونها من لون معين, وتسكت عن جهة أُخرى لكونه يمثل لون اخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك