اتذكر خلال معارك الفلوجة ابان الوجود الامريكي في العراقي اجتماعاً عقده الدكتور صالح المطلك في مقره ببغداد وضم عشرات من شيوخ عشائر ووجهاء الفلوجة وكبار الضباط من الجيش السابق وسياسيين .. وقتها كان الدكتور يبحث عن حلول سلمية لازمة الفلوجة ويدعو الى الحوار السلمي وانهاء ما تتعرض له المدينة من قصف جوي ومدفعي امريكي متواصل وكان مصراً جداً على التفاوض واذكر جيداً ردود العديد من الحاضرين وسؤالهم الملح للدكتور مع من يتم التفاوض؟ من المسؤول لنتباحث معه ؟
حتى انبرى احد الشيوخ الحاضرين وقال للدكتور : جد لنا رأس الشليلة حتى نذهب له.. ووصف له الناس التي تقاتل هناك بأوصاف لااريد ان اذكرها هنا ولا ارغب بتكرار ما قاله بعض الحضور عن هويات البعض ممن يقاتل في الفلوجة انذاك والحق الويلات والمصائب بأهلها اجمعين.
تذكرت هذه الواقعة وانا استمع الى تصريحات الدكتور المطلك الكثيرة والمتعددة عبر وسائل الاعلام بضرورة ايقاف القصف على المدن التي يتواجد فيها المسلحون والارهابيون والداعشيون وفتح حوار سياسي معهم وتأكيده المستمر ان الازمة لن تحل بالوسائل العسكرية بل تحل بالمفاوضات.
ويقفز نفس السؤال الذي طرح انذاك على السيد نائب رئيس الوزراء: مع من نتفاوض؟
عندما ذهب الدكتور، بكل نفوذه وموقعه السياسي والحكومي وتصريحاته الرنانة بوصف رئيس الوزراء نوري المالكي بالدكتاتورية، الى ساحات ما يسمى بالاعتصامات ولقي ما لقي من سب وشتائم ومحاولة اغتيال وووو حتى عاد الى بيته دون ان يستطيع ان يحقق شيئاً يذكر وكانت وقتها الوجوه معروفة امامه فكيف الحال الان والشليلة كما يقولون رأسها ضايع؟
واكرر السؤال مع من يريد الدكتور المطلك التفاوض؟
وكيف سيكون التفاوض؟
ووفق اي قاعدة ؟
هل بمقدور الدكتور ان يسافر الان الى الفلوجة او الموصل او الحويجة ليقنع من يعتقد انهم اصحاب الحل والربط بالجلوس والتفاوض وحل الازمة سلمياً؟
هل نائب رئيس الوزراء والاخرون من دعاة الحوار قادرون ان يجلسوا الى طاولة حوار الان او غدا او بعد مئات السنين مع من يشرد اهلنا في الموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى؟
اقول وواثق من كلامي لا الدكتور المطلك ولاغيره من دعاة الحوار قادرون وبرفقة المئات من حماياتهم وسياراتهم المصفحة ان يدخلوا قرية صغيرة يعبث الان فيها المسلحون لكني واثق ان الجميع ممن يصرح ليل نهار بقضية المفاوضات والحلول السلمية يعرف جيدا انه يفعل هذا لمجرد الظهور الاعلامي ولقاعدة خالف تعرف، فلا المسلحون ولا الارهابيون ولا الدواعش ستكون مرحبة بتصريحات المطلك وغيره ولا تأبه لهم ولا الى وجودهم واجزم انها تسخر منهم ومن تصريحاتهم وتضحك بملء فمها على هذه التصريحات.
العراق يتعرض الى مخططات واضحة تهدف الى تمزيقه وقتل ابنائه بكل اطيافه وجعله لقمة سائغة لكل طامع وهذا الامر يفترض ان يقف الجميع صفا واحدا للتصدي له وليس البحث عن الوجاهة الاعلامية التي ضيعت كل شي، هذه التصريحات التي لن تكون الا تثبيطاً لعزيمة المقاتلين من القوات الامنية والحشد الشعبي وتقوية لمعنويات الارهابيين الذين ذاقوا الهوان والذل جراء الضربات القاصمة لصقور قواتنا الجوية وابطال جيشنا الباسل.
اخيراً اقول للدكتور صالح المطلك: اذهب وخذ معك من يؤيدك بموضوع المفاوضات والحوار وابدأ جهدك وانت الان صاحب نفوذ سياسي ولديك مكانتك في الحكومة والبرلمان وابدأ بالموصل لربما انت قادر ان توقف التهجير القسري لابناء شعبنا من مسيحيين وشبك وتركمان وتعيد لهم عبر الحوار ما سلب منهم وعسى يقتنع ممن تحاورهم ويعيد بناء الكنائس والحسينيات ودور العبادة ويترك الموصليين يعيشون حياتهم كما اراد الله ومثل بقية البشر وان كتب لك النجاح ستكسب رضى الله ورضى الناس ومحبتهم ودعك من البقية ما دمت واثقاً ان خروج العراق من ازمته وبقائه موحداً سيكون بالحديث مع هؤلاء الاوباش!!!!!
https://telegram.me/buratha