سعد الزيدي
السيكولوجية المتحركة للكائن البشري هي تجسيد للغريزة والبناء الفكر ، والأولوية في البناء الفكري للعقيدة ثم العوامل الاجتماعية المكتسبة.
الوحشية في التعامل والسلوكية الشاذة لدى أتباع الحركات التكفيرية المتطرفة التي تدعي الإسلام والتي تحاول تسويق منظومتها العقدية من خلال خطاب العنف الدموي وليست العنف الثوري مثل عصابة داعش ،نتيجة منطقية للعقيدة الفاسدة ومبادئ التربية الناشئ منها ومن العوامل الاجتماعية المكتسبة، لذلك فهم فاقدين لكثير من المميزات المُعرفة للشخصية البشرية السوية فضلاً عن الإسلامية ،وبذلك فهم مصداق للقول (الصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان ).
هذا الحال ملائم جداً لسيطرة وتفعيل الغريزة الحيوانية ،فيقرب الأداء الشعوري وإلا شعوري إلى الفعل الحيواني أقرب منه إلى الممارسة الإنسانية، وانعكاساته على الفعل اليومي خطيرة جدا ،وبالتالي فهم عقيدة وتربية يلتقون مع المشروع الصهيوني في الإبادة الجماعية للفكر والإنسان المسلم.
هؤلاء الغدة السرطانية الوهابية في جسم الأمة يجب استئصالها ولا يرخص لاعتقادهم تحت مبدأ الحصانة الفكرية أو حرية فهم النص ،فهو ليس بفهم بل هو لي للنص ما نزل الله فيه من سلطان ولا يوافقهم عليه عاقل فضلاً عن أي عالم من علماء المدارس الإسلامية وليست تأويل. أن الخطاب الذي تحاول من خلاله هذه الحركات تسويق أجنداتها وتفرض قراءتها المشوهة والمنحرفة للأيديولوجية الإسلامية يعتمد المنهج الأموي التكفيري في إقصاء الأخر كل الأخر لأنهم يختلفون مع الكل ،ويضعون لهذا الإقصاء عناوين (كافر محارب ، كافر معاند ، خارج عن الملة ...الخ) بموجب متبنيات التطرف الفكري المنحرف.
أن الخطاب إلاعلامي الخشن بالمرة لتمرير تهمة التكفير من أجل ألأقصى للأخر أو للتصفيات الجسدية الوحشية ، كما يحدث في مدينة الموصل وبعض مدن سورية ،هو هدم للمنظومة العقدية والأخلاقية للأمة بل هو هدم الذات الإسلامية ،فكل الموازين لديهم مقلوبة يريدون محو التفرد الإنساني في شخصية رسولنا الأكرم صلواته تعالى عليه وعلى آله وسلم، بل أكثر من ذلك يريدون محو رسول الله من ساحة الفعل المؤثر في حياة الأمة يحرمون حتى ( يا محمد) وهذا إماتة للسنة وإحياء للبدعة.
هذا الفكر المتطرف لم يستطع التعامل مع الأخر فلا وجود للتفاعل الاجتماعي مع كل المكونات وليست لكونه فكر مغلق فقط بل هو بالأساس منظومة منحرفة مملوء بالاعتقادات العدوانية لانحراف شخصية المتبني وليست فقط كونه القراءة الخاطئة للمنظومة الفكرية والعقدية الإسلامية ،وذلك هنالك محاولة لادلجة هذا الفهم التكفيري الاقصائي بالولاية والوصاية على الأمة وتشريع الإحكام الفقهية على هذا الاعتقاد .
إن هذا المنطلق الذي تتبناه شرذمة داعش هو في الحقيقة تنظير دموي للنهج الأموي المنحرف المعادي للإسلام المحمدي وقد شكل أساس فكري نظري لأبن تيمية باعتباره أيدلوجية فكرية،كما أن الأطروحة التكفيرية لتلميذه الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذا أبن باز روجت له في أوساط التخلف البدوي من بقايا الجاهلية ،فاعتمد لغة التكفير مبرر للقتل.
هذا الخطاب المتشنج فيه بعدين بعد سياسي وبعد اجتماعي من هنا جاءت الملائمة التي تبحث عنها الصهيونية فكانت عملية التبني لذا الفكر ألعدائي للإسلام من اجل الآباد الجماعية للشعوب المسلمة وإشغال المسلمون ببعضهم ،لذلك فأن الجامعات السعودية ومجموعات رجال دين الذين جندتهم الصهيونية في المملكة السعودية وأصدرت بأسمائهم أو بتعليماتها الكهنوتية الكتب والتعاليم والفتاوى المتعددة وجميعها مختلقة لم يوافقهم رأي أي من علماء الإسلام المعاصرين في كل المذاهب ،كما أن السلفية من الوهابية التكفيرية وغير التكفيرية فهم ليست مذهب فيه مقومات المذهبية المعترف بها، ولا توجد مدرسة فكرية واحدة في شرق الأرض وغربها تدرس متبنياتهم.
إن اطروحات بن تيمية ومتبنيات السلفية التكفيرية (داعش) لم تستثني من التكفير أو الانحراف العقائدي أو الخروج من الملة أي من المدارس والمذاهب والطوائف والفرق الإسلامية مثل الاشعرية والصوفية والماتردية والشيعة ،وقد اختلف حتى مع احمد بن حنبل الذي يدعي بالانتمائية المذهبية إليه بل أكثر من ذلك كفر بعضهم البعض ،وبالنظر لكون هذا المنهج الشاذ لا يملك دليل على متبنياته وخصوصا عملية التكفير والإقصاء نراه لا يسند رواياته ولا يرجع الحديث (المكذوب ) إلى سند بل يتركها تحت التعميم مثل أتفق العلماء أو ذكر المؤرخون.
أما الذين استطاعت الصهيونية تجيشهم من مختلف بلدان ألعالم فبآليات مكشوفة من اخضاعهم للغسيل المخي أو جلد الذات بتلقينهم الشعور بالذنب والتكفير عنه بعملية انتحارية.
https://telegram.me/buratha