سأحدثكم بحكاية, مضى عليها عقد ونيف من الزمن, محورها العشق والجنون, أحداثها عن عاشق مفتون, يروي قصة عن حبه المكنون.
نشأتُ في مدرسة للصدق والوفاء, تُعلم الأجيال معنى الحب والولاء, أستاذها رمز الإباء, تعطي عِلماً صافياً شعاره النقاء.
جاء صاحبي يوماً يسألني: لمَ كل هذه المبالغة والجنون؟.
أجبته مستغرباً: أي جنون؟!.
قال : حبكم لعليٍّ, ووصفكم لعليٍّ, وولائكم لعليٍّ (رض)!.
حقيقة يا صاحبي, هذا علي المرتضى, ابن عم الرسول, وزوج البتول, إمام المتقين, ويعسوب الدين, وقائد الغر المحجلين, طريق النجاة, وسيد التقاة, مَنْ كان يسعى دخول مدينة العلم والعدل, فعليٌ بابها, وفاطمة قفلها, والحسن والحسين مفتاحها, (عليهم من الصلاة أفضلها) وتسألني يا صاحبي لمَ كل هذا الجنون؟!.
هل رأيت يا صاحبي, شجاعة مثل شجاعة علي؟, وعدالة مثل عدالة علي؟, وكفالة للأيتام مثل كفالة علي؟, وكنية مثل كنية أبي تراب لعلي؟, وهل رأيت رجلاً فضّله وقرّبه البارئ للرسول مثل علي؟, يا صاحبي إنه النبـأ العظيم, والصراط المستقيم, قالع باب خيبر, وقاتل عمر بن ود, وشاطر مرحب, إنه الأيمان كله, هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام), كل هذا وتسألني!.
يا صاحبي إنه الصّدّيق الأكبر, والفاروق الأعظم, والسيف المختار ذو الفقار, ومذل الكفار, وقاتل الفجار, الشجاع الكرار, وحامي الجار, تهابه الشجعان في سوح الوغى, هذا علي المرتضى, أبو الحسن المجتبى, وتسألني!.
سكت صاحبي مندهشاً, فقلت له.
أنا المجنون وحبك يا علي جنون مثل حب النظر عايش بالعيــون
وأنا الماجوز منك يا ضوة العين ياكَبة علي اشكد بيهه مفـــــتون
ادري لو نخـيتك يمي الــكَـاك لان زندك سمه وجفوفك الكـون.
فالقلوب المطهرة, والنفوس المعطرة, بولاية إمام الهدى, والعروة الوثقى, سيكون ختامها جُنة من النار, وجَنة الأبرار, ثم أبتسم صاحبي, وقال: أشهد أن علياً الوصي والولي بالحق, ومن ثم دخل إلى صفٍ, في مدرسة المجانيين بعشق علي وأصبح من اكثر المجانين بحبه (عليه أفضل الصلاة والسلام).
https://telegram.me/buratha