اهلا وسهلا بعودتكم سالما الى ارض الوطن يا رئيسنا الحبيب والحكيم. العراقيون جميعا فرحوا واحتفلوا في قلوبهم وعيونهم بعودتكم الميمونة متمنين لفخامتكم الشفاء التام واستئناف دوركم الوطني والابوي الكبير الذي اتسع لكل العراقيين بكل اطيافهم والوانهم الزاهية .
فخامة الرئيس
للتاريخ نقول ان غيبتكم عن العراق كانت باهضة الثمن على كل العراقيين من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب . للاسف بغييبتكم غابت الحكمة عن رؤوس بعض كبار الحاكمين لا بل غاب العقل عن بعضهم الاخر سواء في المركز او في الاقليم . فلم يتصرفوا كرجال دولة ديمقراطية فتية تتهددها الاخطار والاهوال من جهاتها الاربع وانما تصرفوا مع بعضهم للاسف كديكه ينقر بعضهم بعضا وينتفوا ريش بعضهم بعد وقيل كل اذان ، فركنوا مصلحة العراق باقليمه ومحافظاته جانبا وفتشوا كتب التاريخ والجغرافية والفقه الاسلامي القديم والحديث وقلبوا قصائد الشعراء وقلائد الادباء ومعارك داحس والغبراء ونقبوا الارض في السهول والجبال ليس بحثا عن مصلحة العراق واشباع الجياع ولا حماية ارواح شعبنا التي تزهقها في كل صباح وكل ومساء مفخخات الموت والدمار . ولا بحثا عما يوحد العراق والعراقيين ويؤلف بين قلوبهم . ولا بحثا عن افضل سبل الارتقاء والازدهار باقتصاد هذا البلد والتمتع بنعمه وخيراته التي خصه بها خالق الارض والسماء ، وانما بحثا عن كل ما يستفز مشاعر اطياف الشعب ضد بعضها البعض ويمزق اواصر لحمتها ويؤجج كل ما من شانه تمزيق وحدتها . فركنوا الدستور جانبا وراحوا يصنعون من اهوائهم وعقدهم وقناعاتهم دساتير خاصة بكل منهم تعلوا على الشعب ومصالحه العليا . للاسف لقد نجحوا يا فخامة الرئيس في ايقاع اكبر الاذى بوحدة العراق وامن العراق ومستقبل العراق وها هي داعش تحتل ثلث مساحة العراق وبدات بحملة ابادة وتدمير للبشر والحجر وتهدد العراق باسره . ومع ذلك لم تزيدهم هذه النكبة والكارثة الاعظم في تاريخ العراق الحديث الا اصرار وتمسكا بمنهجهم فها هم يتهمون بعضهم بعضا ويشتمون بعضهم بعضا صباح مساء بدلا من ان يشدوا احزمتهم ويتفقوا مع بعضهم ويوحدوا صفوفهم لرد العدوان وتحرير الارض من اعدائها .
فخامة الرئيس
لا نريد ان نؤلمكم لقد اقتربنا جدا من حافة الهاوية لولا تدخل المرجعية الرشيدة بدعوتها ابناء الشعب بكل اطيافه والوانه للدفاع عن الوطن والذود عن حياضه ولولا الدور الابوي والتوجيهي للمرجعية الرشيدة لانهارت الأوضاع وانهار كل شيء لقد دخلت المرجعية بكل ثقلها المعروف لديكم لاصلاح ما يمكن اصلاحه وتصويب المسارات الخاطئة .
فخامة الرئيس
للاسف لقد استغل الفراغ الذي تركه فخامتكم ابشع استغلال لتمرير مصالح حزبية واحيانا شخصية ضيقة سواء في الاقليم او في بغداد فصدرت في الاقليم دعوات صريحة للانفصال ودعوات اخرى لضم المناطق المتنازع عليها والاستيلاء على منشات نفط كركوك التي انشات في عشرينيات القرن الماضي خلافا للاليات التي رسمها الدستور وطالب السيد مسعود بحقوق اضافية تترتب على غزوة داعش . فتعطل اقرار الموازنة العامة بسبب عدم الاتفاق على اليات استغلال وتصدير النفط المنتج في الاقليم وفي بغداد صدرت قرارات متسرعة ايضا اوقفت بموجبها الحكومة صرف رواتب موظفي كردستان ، مما ساهم في تعقيد الامور بدلا من حلحلتها .
فخامة الرئيس
لقد اثبت العراقيون من غير الكورد عندما قبلوا بفخامتكم رئيسا لهم انهم لا يحملوا اية عقدة تجاه اخوتهم الكورد لقد احبوكم ووثقوا بكم وتألموا لمرضكم وفرحوا لشفائكم.
فخامة الرئيس
ان دستور 2005منح الاخوة الكورد حقوقا لم يمنحها اي دستور فدرالي آخر في العالم ولا أظن ان ذلك بخاف عليكم . فالكورد يرأسون دولة العراق واقليم كردستان فهم شركاء في حكم المركز ومستقلون تماما في حكم انفسهم لا سلطان عليهم سوى دستورهم والدستور الاتحادي وكلاهما وضعا برضاهم وارادتهم ولم تفرض عليهم فقرة واحدة من الدستور الاتحادي لا بل العكس هو الصحيح فماذا يريد الاخوة الكورد اكثر من هذا ؟
وليس بخاف على فخامتكم ان دول جوار الاقليم بوجه خاص ودول العالم بوجه عام بما فيه القوى الكبرى لا تقبل قيام دولة كردية والدولة الوحيدة التي قبلت بانفصال الاقليم هي اسرائيل وهذا وحده يكفي لاعطاء تقييم حقيقي لمشروع الانفصال ، ولنا ان نتصور كيف تعيش دولة كردية محاطة من دول لا تقبل بها . كما ان العراقيين لا يمكن ان يقبلوا بتقسيم البلاد تحت اي مبرر ولا يمكن ان تقوم دولة كردية رغم انوف العراقيين فالكرد منتشرون في كل محافظات العراق وهم طيف رئيسي وجوهري من نسيج الشعب العراقي ولا يمكن لاي شعب ان يتخلى عن قلبه وروحه .
فخامة الرئيس
نتمنى لفخامتكم الشفاء التام وانتم تعودون الى بلدكم
https://telegram.me/buratha