من الواضح ومن المعطيات ومن التصور السياسي على أرض العراق ، أن العراق في حرب أهلية والقتل على الهوية ،ولكن الغباء السياسي المتزمت في رأيه وتعنت بعض الإطراف والأحزاب السياسية والتي لم تترك مجالا للحوار وللحلول السياسية دفعت الوضع على ما هو عليه اليوم .
يمر العراق في أسوء فتراته على الإطلاق قد يحيل إلى ما لا يحمد عقباه ، ومع تزايد الفوضى قد يصعب في النهاية معرفة مَن يقتل من ، ومَن ضد من ، ومَن مع من . كما أنه من الصعب القول أن الديمقراطية هي لعبة استبدادية ، وفي نفس الوقت من الصعب أن نقول أن هناك مسابقة بين مكونات التحالف الوطني على منصب رئيس الوزراء . ولا نستطيع القول أن هناك معركة ثأر بين الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون . ولكن يمكننا القول إن خريطة العراق السياسية ليس واضحة أما بالأسود اتجاه دولة القانون وأما بالأبيض اتجاه الكتل السياسية المنضوية تحت خيمة التحالف الوطني وقد تكون غامضة . وفي هذا الصدد ، فأن استمرار نوري المالكي على رأس السلطة يعطينا الشعور بأن السلطة في العراق كالرقص على رأس أفعى . ومن الواضح أن عدم وجود مميزات خطوط الطول والعرض للأحزاب والكيانات السياسية في خريطة العراق السياسية يجعل هذا البلد أن يكون أكثر الفوضى والاضطرابات .
أن ما وصل إليه العراق الآن نتيجة التدهور الأمني ولسوء سياسة حكومة المالكي واستفراده في قراراته وتهميش شركاه في العملية السياسية من أي حق في العمل السياسي .فأن الأخضر واليابس بدأ يحترق فعلاً بسبب الغباء السياسي المركز والمكثف لرئيس الحكومة .
أن حالة عدم الاستقرار للوضع العراقي والتي تدفع به دول الجوار بتأجيج الخلافات الداخلية السياسية والطائفية ، حيث كل دولة تغني على ليلالها ولمصلحتها ، فالبعض يدفع إلى تقسيم العراق إلى دويلات وتنفيذ أجندات خاصة مدعومة من دول إقليمية للمشاركة في جريمة تقسيم العراق، وأحيانا إلى تصفي حسابات على الأراضي العراقية .
قد يكذب من يقول أن الذي يقاتل الآن هي "داعش" فقط . و هذا غير صحيح فالحقيقة هي وجود قيادات من الجيش العراقي السابق مع الطريقة النقشبندية ألتي يرأسها ( عزة الدوري ) نائب الرئيس السابق صدام حسين و الجيش الإسلامي .. و لأن المناخ السياسي الهش مهيأ لدخول "داعش" الذي لا يزيد عددهم عن ألف إلى ألف وخمسمائة عنصر وعلى مبدأ (( عدو عدوي صديقي )) تم الاتفاق والتضامن مع بعضهم البعض ضد حكومة المركز ، وخير دليل على ذلك انعقاد المؤتمر الذي عقد في العاصمة الأردنية على مدى يومين والذي ضم الحركات الإرهابية المعادية للعراق من الداعشيين والبعثيين ويدعو إلى تحرض على العنف والقتال بين أطياف الشعب العراقي ومكوناته .
من المحزن أن كل ما يدور في العراق من اقتتال يوضح جلياً مدى ضعف حكومة المالكي والتي قد تدفع إلى تمزق وتشرذم نسيج الشعب العراقي وتقسيم أراضيه إلى دويلات صغيرة وهذا ما تسعى إليه الدول الاستعمارية وفي مقدمتها دولة إسرائيل اللقيطة .
أن استمرار ألاضطرابات والوضع المعقد في العراق وإصرار المالكي على توليه الولاية الثالثة وعدم التنازل عن حكمه وعنجهيته وتفرده في السلطة قد يتسبب في إسقاط النظام السياسي مما يدفع الشعب إلى التقاتل . فأن العراق اليوم على شفا حفرة من النار لا يعرف من يكوي بها أو تحرقه .وقد يصل مداها إلى كل دول المنطقة فلا نهاية لها وسيتحول العراق إلى مستنقع و سيغرق فيه الجميع ما لم تتكاتف الجهود الدولية والإقليمية والعربية لحل الأزمة و بأقصى سرعة .
https://telegram.me/buratha