عبد الخالق الفلاح
لقد كان لانتخاب الدكتور سليم الجبوري لرئاسة البرلمان العراقي في دورته التشريعية الثالثة خطوة سليمة ومهمة لمستقبل العملية السياسية ( ومسيرة الف خطوة تبداء بخطوة) ولغرض الاسراع في تشكيل الحكومة بعد ان يتم انتخاب رئيس الجمهورية وهو استحقاق المكون الكوردي وليس هناك اعتراض على اي شخص ومن اي طرف كان منهم ليشغل هذا المنصب على شرط ان يكون مؤمن بوحدة العراق ارضاً وشعباً ومحافظاً على الدستور وسوف تدعم الكتل الوطنية اي مرشح يطرح من قبلهم لانة استحقاقهم في هذه المرحلة ويعني وضع اللبنة الاولى في بناء المؤسسة التشريعية وهي تنسجم مع ارادة الشعب ولكي تكون خطوة البداية للمضي باتجاه انتخاب رئيس الوزراء والحكومة كي تأخذ على عاتقها حل المشاكل الراهنة للبلد . و من اهم الاولويات مواجهة الارهاب وهي معركة مصيرية ومقدسة وعلى نهج التغيير الذي دعت إليه المرجعية ودعا إليه الشعب ويتطلب التعامل بأسلوب حضاري يتناسب مع ما افرزته الانتخابات الماضية في 30 نيسان - ابريل.
كما واننا يجب ان ناخذ العبر من المرحلة الماضية للبرلمان لان التجربة لم تكون موفقة اصلاً وبالتالي لا يمكن لأحد أن يفكر بذلك، وما نريد التأكيد عليه هو أننا نريد تغيير النهج البرلماني لعدم تكرار تلك الحقبة وازماتها وما تركته من مآسٍ على الشعب العراقي طوال السنوات الماضية،
ان استغلال اخطاء بعضنا وتضخيمها وتصديق اي خبر وإشاعة واطلاق التصريحات النارية وسياسات التخوين وعدم استثمار الأطروحات الإيجابية والمواقف الجدية سيقود الى نفس الاشكالات السابقة وهو ما يجعلنا في أمسّ الحاجة الى اشخاص اقوياء في حكومة جديدة قوية قادرة على تنفيذ برنامج يجري الاتفاق عليه من قبل جميع الأطراف في إطار شراكة وطنية تهم جميع ابناء الشعب دون استثناء او تمييز عرقي او اثني .ديني او قومي .
وعلى البرلمان ان يحدد الإطار الشرعي للحكومة ويشرف ويراقب على الجانب الإداري فيها، وبالتالي يجب عليه ان يفهم عمله ويكون له دورا أساسياً في منع الفساد العام وبالطرق التي يحكمها القانون وعن طريق المحاكم المختصة . و على ان يسعى البرلمانيون إلى تمثيل مواطنيهم لا احزابهم اوكتلهم تمثيلاً فعالاً صادقاً عن طريق تنفيذ الأدوار التشريعية والرقابية التي تكون فيه المصلحة العامة فوق كل شيئ ويتم ذلك بطريقة تعكس المعايير الأخلاقية في المجتمع لا من اجل الاطاحة بالاخرين فقط... وبعيداً عن الاسقاط والالتزام بالقيم والاهداف السامية التي يأمر بها ديننا الحنيف.
كما ان مرور السنوات العشر على التجربة الديمقراطية العراقية فترة كافية لفرز الغث من السمين وكشف المخلصين الحريصين على انجاح العملية السياسية واستقرار العراق وتشخيص النفعيين والوصوليين والانتهازيين والمندسين، كما انها فرصة طويلة امام العراقيين اكسبتهم الوعي السياسي والثقافة الديمقراطية فصار من السهل عليهم معرفة ما يراد بهم كما قوت عندهم الارادة لعزل العابثين بمقدرات العراق والساعين لافشال تجربته الجديدة ودعم واسناد كل صوت وطني مخلص هدفه بناء العراق الديمقراطي الجديد وخدمة شعبه المحروم وعلى ان توصد الابواب بوجه التدخلات والمشاريع المشبوهه والاجندة الطارئة والوافدة ايا كانت جهاتها ومصادرها والتي تستعين باموالها وضغوطاتها تحت جنح الظلام ويستعينوا بالاجانب بغض النظر عن جنسياتهم ويجعلونهم سادتاً على تجربتهم وشعبهم ووطنهم علناً دون وازع اوخوف ويقفون امام اي قانون يتقاطع مع اهدافهم..وكما ان هناك الكثير من السياسيين ولأسباب تتعلق بمصالحهم الخاصة أو الفئوية يفهمون النظام الديمقراطي بأنه الحرية المطلقة, حتى لو أدت إلى تصدع الآخرين من شركاء الوطن ولاتهمه النتائج, وكأن الديمقراطية هي الغاية بحد ذاتها, وليست وسيلة..للحياة الكريمة والمشرقة. لكي تحقق للإنسان حياة عزيزة بعيداً عن الذل والهوان , فيجب أن يكون هناك نظام متكامل, يضمن للإنسان حقوقه, ويحدد له واجباته أيضا...
أن الإستخدام الطائفي والمذهبي للطروحات السياسية والميدانية يدعم الارهابيين و يؤدي فقط إلى تعزيز وجودهم في بيئات حاضنة مذهبيا فيجب الابتعاد عنها والتي اسهمت وعملت الإستخبارات الأميركية والإسرائيلية وأدواتهم على دعمهم وإثارة غرائزهم الطائفية والمذهبية لاستخدامهم عند الطلب او حين الحاجة"
ولا ننسى وسائل الاعلام في هذا المخطط الارهابي الصهيوني والتي يعرفها الكثير بانها مدعومة من الصهاينة مثل بعض الفضائيات العراقية و العربية المؤجورة والحاقدة وغيرها ، ويشاركهم اعلام عالمي يضرب به المثل يوجه الارهاب ويصدر له التعليمات عبر الفضائيات والصحف وهذا مما يعزز وينفذ الاجندات الصهيونية والاستكبارية..كما ان على البرلمان وابناء الشعب العراقي الوقوف مع قواته المسلحة البطلة التي تدافع عن عرين الوطن ولدفع الخطر عنه ، ويكون لهم الاستعدادات الكاملة من اجل حماية ارضه ومياهه وسماه فالجميع يجب ان يكون مهيئأ للدفاع عن البلد والوقوف جنبا إلى جنب مع هؤلاء الميامين لدرء الخطر عن المقدسات الشريفة ...
عبد الخالق الفلاح
كاتب واعلامي
https://telegram.me/buratha