صباح الرسام
ما نعرفه ان الاعلام بكافة انواعه يهدف لرفع المظلومية والدفاع عن حرية الانسان وكرامته وتثقيفه وكشف زيف المعتدين والظالمين لاسقاطهم امام الرأي العام ، لكن ما نلاحظه من خلال متابعتنا للاحداث التي تعصف في بلدنا الذي يعاني بسبب هجمات العصابات الارهابية داعش ، ان الوسائل الاعلامية ( العالمية ) لم تقوم بواجبها بالصورة الصحيحة بل عملت العكس بدل ان تعري ادعاءات وزيف شعارات الارهابيين فانها تعطيهم اشارات وتوجيهات تجعلهم يشكلون تهديدات اكبر .
فقد تناقلت الاخبار بان تنظيم داعش ( لو فجر سد الموصل فانه سيغرق المدينة خلال 3 ساعات ولو فجر سد حديثة وغيرها من الاخبار والاراء التي تنقلتها الوسائل الاعلامية ) ومنها لو سيطر المسلحون على الطريق الفلاني سيقطعون الطرق الحيوية التي تؤثر على الاقتصاد ومثل هكذا اخبار واراء تهدد امن العراق ، وهذه بمثابة توجيه تخطيط وأمر عسكري وكانهم في غرف عمليات عسكرية تقود الارهاب ، وكلنا يعلم ان الارهابيين بعيدين كل البعد عن القيم الانسانية والدينية ولا يتورعون بل يفتخرون بجرائمهم التي يندى لها جبين الانسانية ، فما بالكم لو جاءتهم الاشارات بضرب السدود ، ان هذه الوسائل التي يعتبرها البعض بانها عالمية ومستقلة عبارة عن اداة توجيه المجاميع الارهابية وهذا يعني انها مسيسة وبعيدة عن الاستقلالية ، ولو كانت هذه الوسائل الاعلامية فعلا مستقلة وتعمل لخدمة الانسانية والدفاع عن حرية وكرامة الانسان لعتمت على كل معلومة تهدد أمن العراقيين لانها تصب بمصلحة الارهاب ، والاكثر من ذلك ان هذه الوسائل تدافع عن الارهابيين وتعتبرهم مواطنين ثوار يطالبون ( بحقوق مسلوبة ) ولا تركز على قتل المواطنين الابرياء التي تسفك دمائهم وحريتهم وكرامتهم ، فكان الاجدر بهذا الاعلام ان يفضح جرائم الارهاب ومن يموله كي تسهل عملية القضاء عليه ، لينعم الانسان بالرفاهية والامان ، لتكون هذه الوسائل مهنية وتؤدي الواجب الذي وجدت من أجله .
https://telegram.me/buratha