الحاج هادي العكيلي
لا أعرف كيف أقدم لك الشكر ، بقبلة على جبينك ، أو بقبلة على خديك التي كأنهما تفاحة لبنانية ، أو بمصافحة ، أو معانقة ، أو بهوسه كما هو معمول في عادات عشائرنا ، أو رمي أطلاقات نارية في الهواء كأنما الفريق العراقي فائز في مباراة ، أو بأي لغة تريد أن أقدم لك الشكر . لقد رفعت رؤوس أصدقاءك ونكست رؤوس أعداءك ومرغتها في الوحل ، فعرفوا حجمهم الحقيقي الذي كانوا يتباهون به ، وأصبحوا ككرة القدم فارغة الهواء ، فدق عندهم جرس الخطر ، واهرعوا طالبي نجدة التحالف الوطني ، عسى لهم أن يحلقوا بعيداُ عن التحالف ، فكنت لهم بالمرصاد ، فنتفت ريشاتهم ، فما كان منهم إلا الرضوخ لأمر الواقع .
لقد حفلت جلسة البرلمان العراقي الثالثة مفاجئة من العيار الثقيل ، وجاءت محملة بالرسائل السياسية داخلياً وخارجياً منها اضطرار رئيس الحكومة المنتهية مدتها، نوري المالكي، مغادرة عرين السلطة التشريعية، بناءً على طلب القيادي في الائتلاف الوطني، أحمد الجلبي، في مشهد يحمل رمزية عالية، فضلاً عن ترشيح نفسه لمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب خلافاً للتوا فقات السياسية.
لقد استطعت من منع مرشح حزب المالكي حيدر ألعبادي من الفوز بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب في الجولة الانتخابية الأولى والتي حصل على 147 صوت من أصل 207 الحاضرين . فقد كشفت عن قدرة خصوم المالكي على تعطيل أي اتفاق ثانوي ، ومبرزا ثقل ائتلاف المالكي العددي في البرلمان الذي يتبجح به عبر وسائل الإعلام بأننا نملك الأغلبية ومضمون لدينا 175 مقعد ، فأين ذهبوا هؤلاء البقية ؟!!!
لقد وضحت صورة الحكومة القادمة بعد أن كان يلفها الغموض بشأن مرشح التحالف الوطني لرئاسة الحكومة ، وأصبح حزب المالكي خارج اللعبة بعد حصول ألعبادي على منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب ، فليس من المعقول أن يستحوذ حزب المالكي على جميع المناصب السيادية في ائتلافه ويترك حلفائه المنضوين في الائتلاف بدون مناصب علماً أنهم حاصلين على مقاعد أكثر من حزب المالكي ، فحسابات الولاية الثالثة أصبحت خارج ملعب حزب المالكي حتماً .
لقد أثار ترشيح النائب احمد الجلبي لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان جدلاً واسعاً بين الكتل السياسية التي انشغلت حتى ساعات متأخرة من يوم الاثنين 14 تموز 2014 بوضع اللمسات الأخيرة على فلم التوافقات السياسية العراقية بتوزيع المناصب على المكونات السياسية . فكان منصب النائب الأول لرئيس البرلمان من حصة التحالف الوطني الذي حسم أمر مرشح النائب حيدر ألعبادي من حزب المالكي بعد جر وعر . فكانت خطوة الجلبي بترشيح نفسه لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان بمثابة صاعقة نزلت على رؤوس ائتلاف المالكي ، فهزت عروشهم ، وهدمت أبراجهم ، وحطمت أحلامهم ، ومسحتهم في الأرض . فعلى صوت البكاء والنحيب من أعضاء ائتلاف المالكي من موقف النائب احمد الجلبي الذي هز عروشهم وحطم أصنامهم .
لقد أطلق الجلبي طلقة الرحمة في رأس ائتلاف المالكي وأبعد المالكي من تولي الولاية الثالثة ، بعد أن كان يزربد ويعربد بأنه الكتلة الأكبر ، وأنه المرشح الوحيد ولا يوجد منافس له ، وأن الأغلبية متحققة في مجلس النواب فلا نحتاج الانضمام إلى التحالف الوطني ، وأنه سائر الى البرلمان ليعلن ولايته الثالثة . لقد شيع البرلمان جنازة حكومة المالكي إلى مثواها الأخير ( بلا رجعه ) بعد أن عرف لا توافق عليه من قبل الكتل السياسية ، فكانت تجربة ألعبادي دليل واضح على رفض حزب المالكي والمالكي أيضاً .
شكراً لك يا دكتور على هذه المبادرة الجزئية والشجاعة التي قمت بها ، فوضعت النقاط على الحروف ، بعد أن كان الكثير يتخوف من ممارستها لكي لا يشق الصف الشيعي ويغرد خارج السرب . أنك بهذه المبادرة وضعت الائتلاف الوطني في موقف يحسد عليه ووضحت الصورة بعد أن كانت غامضة عليهم ، وأخذ الآخرين حجمهم الطبيعي . الله ينصرك ويسدد خطاك . thank you .Dr
https://telegram.me/buratha