المقالات

هل نضجت الطبخة الكبرى؟!

1203 00:45:49 2014-07-16

المهندس زيد شحاثة

ساد الأجواء السياسية , بل وحتى الشعبية خلال نهايات القرن الماضي, فكرة نظرية المؤامرة.
ونظرية المؤامرة ببساطة تعني أن كل الأحداث أو الأمور التي تحصل في مختلف دول العالم, هي مخطط لها من قبل الدول الكبرى, أو الاستعمارية, أو المؤسسات الصهيونية, أو الامبريالية, وكل يفسرها حسب معتقده, أو يلصقها بمن يعاديه.
تلاشت بعدها تلك الفكرة, وبدأت تستسّخف, ويضحك منها, لأنها ربما تظهر أن القادة بمختلف اتجاهاتهم, دمى صغيرة تحركها القوى الكبرى, وان الشعوب منقادة كالقطعان, باختيارها أو باستدراجها, أو كرها, كما حاربتها القوى الكبرى المهيمنة في العالم, ربما لتخفي أفعالها وخططها الحقيقية, أو للتمويه بين هذا وذاك.
سوقت أمريكا, ومؤسساتها المختلفة, وإعلامها بكل أشكاله, وقبل عدة سنوات فكرة الشرق الأوسط الكبير الجديد, والتي جوبهت بمقاومة شديدة, من أنظمة الحكم المستبدة والعشائرية والعائلية في المنطقة, بحجة أن التغيير يجب أن يكون داخليا, ولا يمكن فرضه من الخارج, فتراجعت أمريكا عن مشروعها..ظاهريا.
ثم بدا الربيع العربي, والذي كان اقرب ما يكون لخريف, غريب مريب..سقوط لأوراق بالية استنفذت كل أغراضها, ولم تعد لها حاجة, وتم امتصاص النقمة الشعبية وتنفيس ما تراكم من ضغط هائل, لكن ماهي نتيجة هذه الثورات..وهذا الربيع!؟.
اليوم هناك الكثير من الأحداث تحصل من حولنا, تبدوا للوهلة الأولى وكأنها غير مترابطة, لنصعد قليلا فوق التل, ونشاهد من منظور أعلى, ولنحلل قليلا.

فجأة ومن العدم ظهر تنظيم متشدد أكثر من سابقيه يدعى داعش, ونمى وتوسع, وكأنه نبتة شيطانية, واخذ الاهتمام, وظهرت حملة للتخويف منه, حتى وصل لأنه يحتل مدنا مهمة في سوريا والعراق, ويهدد بالدخول إلى الأردن, وتسربت أنباء عن ارتداد جزء منه إلى الدول التي دعمته, وعن اضطرابات في تلك الدول, وأمريكا عمليا..تتفرج.

الفلسطينيون يقتلون ثلاثة يهود بعد خطفهم, ويرد الاسرائليون بخطف فلسطيني وقتله بطريقة بشعة, وتنهار التهدئة, وتقصف إسرائيل غزة بالطائرات, فترد حماس بصواريخ تصل لتل أبيب, ويقال أنها إيرانية الصنع, والأمور مرشحة للتدهور أكثر, كل هذا وأمريكا عمليا..تتفرج.
النظام السوري يحاصر قوى المعارضة في حلب, أخر المدن الكبيرة التي استولوا عليها, ويكاد ينهي وجودهم في سوريا, والمعارضة تستنجد بأمريكا والاتحاد الأوربي, وأمريكا في واد أخر, وعمليا..تتفرج.

الحوثيون يواصلون قتالهم ضد نظام الحكم اليمني, ويكادون يطبقون على العاصمة صنعاء, فيطير الرئيس اليماني إلى..السعودية..للتباحث, وهناك الكثير من الكلام عن علاقة وثيقة بين إيران والحوثيين.

لازالت عملية اختيار الرئيس اللبناني المسيحي, تراوح مكانها, بجهات داخلية تعرقل الاختيار, نيابة عن جهات خارجية, لتأزيم الموقف مع أحزاب المقاومة اللبنانية, التي تملك علاقات مميزة مع إيران.

لنحاول ربط كل تلك القضايا معا..ما الذي سينتج هنا؟

الهلال الشيعي والحرب ضده..حقيقة واقعية, وان إيران انضمت إلى المنتخب العالمي للاعبين الكبار, ولم تعد لقمة سهلة.. ولديها أوراق تلاعب بها أمريكا وحلفائها.

أمريكا لديها مخطط كبير جدا, تحاول أن تنفذه وحدها, لكن العالم صار مليئا بصغار..كبروا, وان لم يكونوا بحجمها, إلا أنهم لا يستهان بهم وبقوتهم.. ويريدون لعب دور..لا أن يبقوا متفرجين.

الشرق الأوسط أصبحت ساحة, تلاعب فيه أمريكا إيران وأدواتها دول خليجية وإقليمية, وتلاعب فيه إيران أمريكا, وأدواتها, أحزاب وحكومات.
لن نفاجأ إن أصبحنا يوما, ونجد أن لا وجود لشىء اسمه داعش, وتفعّل التهدئة الصورية بين حماس وإسرائيل, ويعود اتفاق السلام بين الحكومة اليمنية والحوثيين..ولكن متى؟
متى اكتملت الطبخة الكبرى..واستكملت أهدافها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك