قيس النجم
إعلان الدولة الإسلامية, (دولة الخلافة أللا إسلامية), وتولي أبو بكر الخاتوني ولاية الموصل الحدباء؛ دليل على أنهم يتصيدون في مياهنا, التي عكرها التناحر, والتسقيط السياسي, والتأخر في إعلان الحكومة الجديدة.
بعد طول انتظار, ونحن نصارع اليأس بالأمل, والحزن بالفرح, والإحباط بالعزيمة, وجدنا أنفسنا مثل ذاك الذي رسم لوحة على الماء, فكلما رسم خطاً, أختفى ما قبله.
مفاجئة لم نكن نتوقعها, في هذه الظروف الإستثنائية, التي تمر على البلد, بتأجيل الجلسة الثانية, الى 12/8/2014, لاسيما والدواعش ينتظرون الفرصة؛ لتقوية أساسها التكفيري, للخلافة الإسلامية, التي يدعون بها, وكذلك استغلالهم التخبط والتناحر, بين ساستنا الفاشلين, الذين لم يتحملوا حر الصيف, لذا كانت فرصة لهم فذهبوا لينعموا في الدول الأوربية, والى البرازيل لمتابعة نهائيات كأس العالم, لان حرارة شمسنا تجعل من بشرتهم سمراء, وهذا ليس من صالحهم!.
الدولة الإسلامية, هي وهم يعيش في عقول التكفيريين, الذين يسعون بقوة الى جعل هذا الوهم حقيقة, على أرض الواقع, خاصة بعد أن سقطت مدينة الموصل بأيديهم, بين ليلة وضحاها, دون مقاومة تذكر, وانسحاب القادة المتصدرين للواقع الأمني, مع (30 ) ألف عسكري!, مما ولد لديهم العزيمة, لصناعة دولتهم المزعومة.
عدم السعي الجاد لسياسينا, في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية, وإعلان الديمقراطية الحقيقية, وتغيير الوجوه المستهلكة, وتصدر الجدد لمواقع القيادة والتكاتف, للنهوض من الكبوة التي ألمت بالعراق, إنها مسؤوليات جِسام تقع على عاتقهم, لأنهم يمثلون صوت الشعب الصادح بالحق, لذا لزم عليهم أن يكونوا أقوياء, ويستمدوا قوتهم من الناس, وتصبح أرادتهم صلبة, كصلابة المؤمنين المتشبثين بالعقيدة, والمخلصين لرب العالمين.
ثلاثون دقيقة كانت كفيلة, بالقضاء على أحلام الدواعش, ورسم الأمل في طريق العراقيين, ولكن أبى رجال السياسة, أن تكون لهم صولة, لتسجل بأحرف من نور!.
اليوم أصبحنا أمام مهمة أخلاقية, ووجودية, في آن واحد؛ لاسيما والعراق في صراع قوي, لإثبات وجوده الكامل بدون تجزئة, (لا سُنة - لا شيعة - لا كُرد - لا مسيح), بعد اليوم ولنتجاوز انتمائنا المذهبي, والقومي, الى بر الأمان ورغم هذا مازال التفاؤل يملؤنا, برجالٍ وضعنا ثقتنا بهم, ليمثلونا في قبة البرلمان, لتكون كلمتنا واحدة, وموقفنا واحد, لعراق منسجم, يحمل كل آيات العنفوان, والسمو, والإباء.
https://telegram.me/buratha