المقالات

الحكومة القادمة..والتركة الثقيلة

1021 02:16:52 2014-07-09

المهندس زيد شحاثة

يعتمد النظام الديمقراطي على اساس مبدأ التداول السلمي للسلطة, وحسب قواعد اللعبة الديمقراطية, وتفاصيلها والياتها المعروفة.
أحيانا تتسلم حكومات, من حكومات سابقة, تختلف معها باتجاهاتها السياسية والأقتصادية, وأحيانا تكون امتدادا لنفس الحكومة السابقة, ربما لأنها من نفس الحزب, أو تحمل نفس التوجهات, والتغيير يتم في الوجوه فقط.
بكل الأحوال, تستلم الحكومة الجديدة إرثا من سابقتها, يضم مشاكل ومشاريع, وبدايات مشاريع, و وقضايا كأنها القنابل الموقوتة, أو الفخاخ المعدة, أو ربما نجاحات متكاملة, أو تحتاج لجهد ومتابعة لتستكمل.
في العراق, لم تتداول حكومات كثيرة في العهد الجديد, فحكومتا السيد علاوي والسيد الجعفري, لم تستمرا لزمن طويل, فلا تكاد تحتسب فترة حكومية, فيما تميزت حكومتا السيد المالكي, بأنهما حكومة أخذت فرصتها كاملة, بل ومضافة وبفترتي حكم.
رغم أن السلطات في العراق ثلاثة وكلها مهمة, إلا أن الواقع العملي يقول أن رئاسة الحكومة أكثرها أهمية وفاعلية, و بحكم العرف السياسي بعد عام 2003, أصبحت من حصة الأغلبية الشيعية المشروطة بقبول بقية شركاء الوطن, لذا أصبح من الطبيعي أن تشغل قضية اختيار رئيس حكومة جديد, كل هذا التنافس والجدل والنقاش السياسي, رغم أن هذا عبر الحدود الزمنية أو القانونية المقبولة أحيانا؟!.
هناك تصاعد كبير لرأي يكاد يكون رغبة شعبية, تؤيدها إرادة مرجعية لا يمكن تجاهلها بسهولة, يطالب بالتغير في شكل ومضمون الحكومة الجديدة, تعارضه طموحات شخصية وأرقام انتخابية, وإرادات إقليمية..وربما دولية أيضا.
بغض النظر عمن سيكون رأس الحكومة القادمة, فانه سيستلم إرثا ثقيلا جدا من المشاكل, والقضايا الملغمة, وأمور واقع الحال التي فرضتها ظروف وجهات إقليمية ودولية, وشاركتها جهات محلية فيه, وفشل في التعامل مع الكثير من الملفات المهمة, مما سيجعل من مهمة حكومته, أشبه بالسير في حقل ألغام.
الحكومة ستحتاج لأن تكون لديها رؤيا لحل كل تلك المشاكل المستحدثة منها والقديمة, وخصوصا ما يتعلق بالوضع في مناطق الموصل وتكريت, والملف الأمني عموما, والمشاكل المتعلقة بالعلاقة مع المحيط الإقليمي, والمشاكل الخاصة بالوضع الاقتصادي والخدمات, وغيرها الكثير من الملفات.
لا اعتقد أن هناك شخصا او جهة تمتلك عصا سحرية لحل كل تلك المشاكل, والتعامل مع التركة الثقيلة التي ستتسلمها من الحكومة الحالية..لكن الثابت والأكيد أنها يجب أن تكون حكومة فوق اعتيادية, ويجب أن تنجح بكسب دعم قوي من مختلف الشركاء, لتنجح في انجاز شيء ما.
هل هناك سياسي يمتلك القدرة لتشكيل مثل تلك الحكومة؟ وهل هناك أمل بتشكيل تلك الحكومة أصلا؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك