المقالات

المرجعية ترفض الولاية الثالثة

1633 02:25:33 2014-07-06

بقلم : قاسم محمد الخفاجي

لا يخفى على الجميع إن المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد علي السيستاني التي أفتت بـ (الجهاد الكفائي) لم تكن لسواد عيون المالكي وحكومته الفاشلة ، بل ما حصل من انتكاسة أمنية وسياسية كانت نتيجة لسياسة المالكي ، فالمرجعية عندما شخصت الخطر الكبير المحدق بالعراق ، أطلقت فتواها التي كانت إنقاذا للعراق من الإرهابيين والسياسيين غير الوطنيين ، وقد كان لهذه الفتوى التأثير الكبير على الواقع الأمني والسياسي ، وقلب المعادلة لصالح الوطن والمواطن ، ولا يمكن لأي متابع للشأن العراقي أن ينكر ذلك .
والمرجعية الدينية كما عهدناها لا تترك الحبل على الغارب ، فهي تتحرك وتحرك جمهورها ، إذا ما شعرت إن الأمر والوضع يتطلب ذلك ، والشواهد كثيرة على ذلك.

طالبت طالبت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها في كربلاء السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة بتاريخ (5/ رمضان / 1435 هـ ) الموافق (4/ تموز / 2014م) السياسيين بالاسراع بتشكيل حكومة تحضى بقبول واسع .

وإذا ما قرأنا مابين السطور لدعوة المرجعية وطلبها ، فإننا نجزم بأنها تقصد إن المالكي الذي هو مرفوض من جميع الكتل السياسية و لايحضى بالقبول الواسع إلا من كتلته (ائتلاف دولة القانون ) لم يعد المالكي هو المرشح للرئاسة الحكومة ، وان كان الفائز الأكبر في الانتخابات ، فالمرجعية لا تريد شخص يزيد من مشاكل العراق ، وقامت بالتلويح والتلميح إلى اختيار بديل عن المالكي ، وبذلك رمت الكرة في ملعب التحالف الوطني وربما بملعب الائتلاف الوطني بايجاد بديل يتمتع بمقبولية واسعة بين الكتل السياسية ، خصوصاً و إن القوى السياسية تعارض الولاية الثالثة للمالكي ، كالائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني والكتل السنية أعلنت عن رفضها تولي المالكي منصب رئاسة الوزراء لولاية ثالثة .

بعد ان ايقن المالكي ان حظوظه بالولاية الثالثة اصبحت مستحيلة ، بسبب تحديد مواصفات رئيس الوزراء من قبل المرجعية ، والتي لاتنطبق عليه ، سارع باصدار بيان هستيري انفعالي ، لا ينم فيه الا عن دكتاتورية وتشبث عجيب بالسلطة ، كانه المنقذ ورجل المرحلة والقائد الضرورة بل كانه رسول مرسل ، وهو الوحيد المكلف بانقاذ العراق ، وان لا احد يستطيع ان يسلبه المنصب لانه جاء بـ ( 720 ) الف صوت ، واعتبر ان ائتلاف دولة القانون هي الكتلة الأكبر ، في حين سبق وان أعلن التحالف الوطني رسميا بانه هو الكتلة النيابية الأكبر ، وكان ذلك بحضور جميع قادته ومن ضمنهم المالكي ، وعقدت جلسة البرلمان الاولى على ضوء هذا الاعلان ، فهذا البيان يعد انقلاباً على التحالف الوطني واثار استغراب واستهجان واستنكار مكوناته ، واعتبره المراقبين والمحللين السياسيين انه رصاصة الرحمة على التحالف الوطني. 

لاشك إن جماهير المرجعية الدينية اكبر من جماهير أي سياسي ، وان ولاء جماهير المرجعية اصدق من ولاء جماهير أي سياسي ، وان العلاقة بين المرجعية وجمهورها هي علاقة دنيوية وأخروية (عقائدية ) ، أما علاقة السياسي مع جمهوره فلا تتعدى إن تكون علاقة مصالح دنيوية مادية زائلة بزواله من منصبه في أحسن الأحوال ، اذن المرجعية قادرة على اي التغيير رغما على انوف المنافقين. 
عجيب امر بعض السياسيين عندما تلتقي مصالحهم مع المرجعية يعطوها حقها ، ويعترفون بها ، وعندما تعارض مصالحهم لا يسمعونها ، وعليها ان لا تتدخل بالسياسة ، ولا ينفذون ما تامر به ! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-07-06
من المعروف ان حزب الدعوه بشكل عام والمالكي بشكل خاص لايعترفون بالمرجعيه بل يتخرصون ويتأمرون عليها ويعتبرونها جسر للعبور وأما هم فوق المرجعيه بالتنظير والافكار وما المرجعيه الا للحيض والنفاس كما يقولون دائما بهذه مقولتهم .... فهنا سيحدث صراع بين المرجعيه صاحبة الشرع وشارع المقلدين والمالكي وعصابته الفاسدين وهذا المالكي يحاول بكل قوه وخبث ومكر ان يبقى طويلا لانه يدرك بدون منصب رئاسة الوزراء يذهب الى الجحيم وستفتح عليه ابواب لاتغلق لكثرة فساده وأفساده ولو وجد لدينا قضاء عادل لاعتلى منصة المقصله وهذا لايذهب الا بكارثه والذي عمله فعلا كارثه على البلد والمذهب سويه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك