المقالات

لن انساك سيدي عبد العزيز الحكيم يا عزيز العراق

1738 02:11:12 2014-07-05

الدكتور يوسف السعيدي

رفرف القلب ...لوعة..وذهولاً...وهو يرثيك ..بعد أن أبكاه فقدك واستفاض مدامعاً ...مدماة...وشجاه ذكرك ليستهل عزاء بيت العلم والفضل -بيت آل الحكيم- البيت الذي رفع ركنه شرف يجر إلى السماء سلاسل من الولاء...والعفة...والكرامة...متواصلة الحلقات...لهم من كل صنديد ...قرم...ليث ...لا يشق له غبار ....يروي سفر الخلود ..فصولاً في ذاكرة السنين .....والسانحات من الخواطر ...أمست سكرى تداعب قلبي المذهول ...وهي ترنو لجلال روحك التي اقتضت التبجيل...والتعظيم ....وحياً تغشى العقول ..يستوحي من السماء فصائدا... تشق سبيلها في الخالدات ...وها هو أفق الفضيلة قد غسق....لأنك الشمس ..والفضيلة مشرقها....أثكلت - بفقدك سيدي - كنانة العلياء...وأخرست مجامع البلغاء...أخرسها الردى ...وأجدبت منابت الرواد خصبها ...والسحاب المغدق غادرها إلى المجهول....بعد أن أحدقت بك المكرمات....والمثل الجليلة ..التي التقت إطرافها عليك حلقات..تنعى مصاب آل الحكيم..قد رزأت بقائد من قادة النهضة ألوطنيه ..حيث بكى الفيلق....ولف اللواء ....وتناثرت ضمامة الخلق العظيم...وروداً عبق طيبها ..حين أظلمت آفاق طلاقة الوجه ..مع انفلاق الفجر الحزين...وتجهم بشاشة الثغر الضحوك ...حزناً ...فتساقطت جمرات فطنة الذهن الخصب ..كمداً...ولوعه ....يا أبا عمار ...يا بقية الحكماء ..يا قلباً أفاض عواطفاً من الحنان ..منهلاً يترقرق ...ذاب رقة وشجواً للأيتام..والمساكين...والثكالى ...والمعوزين....من فرط إشفاقه وحنوه... متواضع ... متضرع....خاشع....تعادلت بروحه المخافة والرجاء...واستقام بضميره مطلق اليقين...هابته الليوث خشية سطوته...وتسابقت الصقور هيبة لعزيمته...

إيه أبا عمار..لقد أعرت الدهر إقداما والتقطت القلوب أحاديثك قبل المسامع ...وأنت تنطق لغة أودعت منطق الخالدين.... جدول أنت من الفضائل يتدفق ...وشعلة أنت تحترق لتضيء ...أيتها النفس المباركة ...أيها الضمير الطاهر ..يا صفحة من صفحات سفر آل الحكيم ...جبلت على التقوى ..فأضحت حياتك ..إيثار ..وزهد ..ونسك...تألقت في ضمير الكون ...يا دنيا الأولياء ..ودنيا الخالدين...خلقت بالمآثر ..وان اختطفك المنون في ميدان الحياة....ها هو الدهر يرعد بالخطوب ....ويبرق في وعي النفوس والضمائر يخلق روح الجهاد ..على دروب حرية الأجيال...لأنك مع آل الحكيم ..اسستموا دوله....وشيدتموا وطناً....ورفعتموا علماً.....بناة المجد ..والمجد ينسب للبناة....انتم يا ال الحكيم ...ومجد العراق ومجد حريته ...وثورتنا الكبرى - وانتم أبطالها - تتشوق ساحاتها لمثلكم ...يا بهاليل الكون ....والسمو العربي....والالق العراقي.....عذراً سيدي عبد العزيز ...ها هو التاريخ وأشلاء الشهداء من سلالتكم ألطيبه ..قد بعثرها نظام ألقتله المأجورين...لكنها غدت صعيداً للأمجاد ...تدفقت منها لجج الدماء الزاكيات ...أبا عمار ...يا شفقاً يشع ...ويشرق افقاً رحيباً على صفحات الخلود...طوفي أيتها الروح....على دنيا المكرمات ...فهناك أنت في العلياء ...واتركيني في ظل الذكرى ..وأنت سيدي عمار الحكيم ..أجلُ من المصاب - وان كان جللاً - وأجدر بالعزاء ...لأن لك في ميادين المحامد والعزم.... سبق ...وأمجاد آباؤك ..هي سورك العالي ...وان تحشدت ذكريات الأسى في الأذهان لفقد سليل الدوحة العلوية.....فنم قرير العين سيدي عبد العزيز الحكيم في مثواك ..حيث اجتمعت حشودها لوداعك ....تردد القول بالسلام عليك يوم ولدت .....ويوم رحلت......ويوم تبعث حيا....ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم....


الدكتور
يوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك