السيد عادل عبد المهدي
ادى اغلب النواب اليمين الدستورية، لكن عدم اكتمال النصاب بعد جلسة التشاور، اما بسبب عدم الاتفاق على تشكيلة الرئاسة، او عدم الاتفاق على كامل الرئاسات للسلطتين التشريعية والتنفيذية هو خرق كبير، نتمنى ان يحسم قبل الثلاثاء القادم.
امر ايجابي بدء الدورة التشريعية الثالثة.. فالثانية انتهت قبل اسبوعين.. ولو اعلنت نتائج الانتخابات وتمت المصادقة عليها بشكل اسرع لما تركنا فراغاً تشريعياً.. مما يبين ان اجراء الانتخابات قبل 45 يوماً من انتهاء الدورة التشريعية، كما ينص الدستور، كافية لتناوب الدورات في مواعيدها.
لدينا اليوم برلمان ونواب لديهم حصانات، لكن العيب ان البرلمان قد عطل دوره، فتعطلت بالتالي سياقات المضي قدماً في الاستحقاقات الدستورية من انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة المطلوبة.
ما لم تحل الاشكالات التي منعت عودة النواب الى الجلسة، فان الثلاثاء القادم قد يشهد عملاً مماثلاً، وسنشهد عطلة رسمية اخرى، ان كانت ستتخذ نفس الاجراءات. فـ"تحالف القوى العراقية" يشترط تقديم "الكردستاني" و"التحالف الوطني" مرشحيهما لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء متزامناً مع تقديم مرشحه لرئاسة البرلمان.. فنحن امام خيارين.. اما تقديم مرشح رئاسة البرلمان ونائبيه، او تقديم الرئاسات الثلاث مجتمعة.. فان حسم الامر باتجاه احد الخيارين، فان الثلاثاء الثاني سيكون اكثر نجاحاً من الثلاثاء الاول. والا سنحتاج لثلاثاء ثالث ورابع وخامس.. وقس على ذلك.
"داعش" اعلنت الخلافة، ويُبايع "البغدادي" خليفة. وسيتضرر سكان المناطق التي تسيطر عليها "داعش"، كما تضرروا من سقوط الموصل ومواقع كثيرة اخرى. فكلما تأخرنا في انهاء السياقات الدستورية، فستعيش تلك المناطق بين سندان "داعش" ومطرقة العزل والتهميش والابعاد. وكلما بقيت تلك المناطق بيد "داعش" فان عموم مناطق العراق ستبقى مهددة، وتعيش الموت والخوف والارهاب.
الدولة فقدت سيطرتها على مناطق شاسعة، والبلاد تعاني اخطر انقسام وتهديد، ومئات الالاف من ابناء شعبنا يعيشون في العراء وفي اسوء الظروف.. ويسقط يومياً مئات الضحايا والمقاتلين في خطوط القتال، وما زالنا غير قادرين من الخروج من "انوياتنا" ورؤانا الضيقة.. ونواصل الخطابات التصعيدية ودعوات الكراهية والحقد.. بينما المرجعية وجموع الشعب والعالم كله ينادي بضرورة التغيير للاحسن.. والى وحدة وطنية لحكومة قوية منسجمة، تستطيع تجاوز الاخطاء والانحرافات، واصلاح الاحوال وتجاوز المخاطر والانقسامات.
https://telegram.me/buratha