لا تتفاجىء عزيزي القارئ الكريم قد توزع الحكومة في شهر رمضان الكريم القادم وجبة من جبن ( كيري ) ضمن الحصة التموينية حيث تسعى الحكومة دائماً إلى زيادة المواد الموزعة بهذا الشهر ، ولكن قد يرفض هذا الجبن من قبل الإسلاميين لوجود فيه شحمة الخنزير ، وقد يرحب به من قبل عصابات داعش الإرهابية لكونه يخدم مصالحها التوسعية التي تسعى إلى إنشاء الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام.
قد يكون ( كيري ) يرغب بالتدخل عسكرياً في العراق من خلال نشر 300 عنصر من القوات غير النظامية الأمريكية ( مستشارين ) بحجة مساعدة العراق في حربه ضد المجاميع الإرهابية ، وان أمريكا لا توجه ضربة عسكرية إلى داعش قبل الاتفاق على توزيع ( كيري ) ضمن الحصة التموينية وبإشراف الحكومة الجديدة .وان عدم توزيع ( كيري ) ضمن الحصة التموينية للحكومة الجديدة يعتبر مضيعة للوقت .
إن أقوال وأفعال ( كيري ) هذه الأيام وجولته في الشرق الأوسط وزيارته إلى العراق بحد ذاتها هو بمثابة جرس إنذار إلى حكومة المالكي الذي ربط الدعم العسكري الأمريكية بتنحية المالكي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى بدعم كافة السنة والأكراد يكون بمقدورها أن تعالج الإخفاقات ، وان الضربات الجوية التي يزعم الأمريكان تنفيذها لن تتحقق قبل أن تتولى الحكومة الجديدة السلطة ويرضى عليها كيري . وقد يجبر العراقيون على توزيع جبن ( كيري ) ضمن الحصة التموينية وإلا لم تتحقق الضربات الجوية وتقديم المساعدات .
أحقا ربط العراقيون مصيرهم ب ( كيري ) وزير الخارجية الأمريكية من الناحية السياسية المتناقض في تصريحاته حول تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بفرضه سياسية بعيدة عن الواقع الديمقراطي الذي يدعي به ويطالب بتطبيقه . وقد تفرض أن تكون الحكومة المقبلة وفق مبدأ الثلث لكل مكون من الشيعة والسنة والأكراد بعيداً كل البعد عن الاستحقاق الانتخابي . أم إن العراقيين ربطوا حياتهم بجبن ( كيري ) الذي ينتظروه إن يوزع ضمن الحصة التموينية وفقدوه منذ زمان ولم يروا توزيعه لا في رمضان ولا بعد رمضان ، لذا قد يطالب وزير الخارجية الأمريكية بتوزيع ( كيري ) قبل تشكيل الحكومة الجديدة ليكون عربون محبة للشعب العراقي من قبل الحكومة الأمريكية الداعمة للإرهاب والتكفيريين وداعش الذين سيطروا على عدة مناطق من البلاد.
إن الهم الأول هو التسريع بتشكيل حكومة في العراق تضم جميع أطياف مكونات القوى السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات ضمن الاستحقاق الانتخابي وليس تشكيل حكومة وفق قياسات ( كيري ) والتأثيرات الإقليمية التي تسعى دائماً إلى زحزحة الوضع الأمني في العراق انطلاقاً إلى تدمير العملية السياسية وفرض واقعاً بعيداً عن الواقع الانتخابي . فقد أعلن التحالف الوطني بأنه الكتلة الأكبر في مجلس النواب القادم وله الاستحقاقات الدستورية بأن يكون رئيس الوزراء من التحالف الوطني وبهذا سد الطريق على المتصيدين في الماء العكر من ( كيري ) وأمثاله على فرض واقعاً بعيداً عن الاستحقاق الانتخابي .
لقد خسرت السياسة الأمريكية مصداقيتها لدى السياسيين العراقيين من خلال تصريحات ( كيري ) المتناقضة حول الأزمة العراقية وتشكيل الحكومة الجديدة . فعلى الذين يعولوا على سياسة ( كيري ) فإنها سياسة فاشلة لا تجلب الخير للشعب العراقي وإنها منبوذة من جميع الإطراف السياسية التي تريد للشعب الوحدة أرضا وشعبا وتنبذ العنف .
فأصبح كيري غير مرغوب كوزير ، وان وزعت الحكومة جبن ( كيري ) ضمن الحصة التموينية فان الشعب يرفض استلامه لان به شحمة توسعية إكراهية إرهابية للعراق .
https://telegram.me/buratha