جعفر المهاجر .
بسم الله الرحمن الرحيم: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.)آل عمران-139.
لم يعد خافيا على أي إنسان يملك عقلا وبصيرة في هذا العالم بأن الإرهاب هو الوباء الأخطر الذي يهدد حضارة الأمم والشعوب في هذا العصر.ولم يكن بوسع القطعان التكفيرية الدموية الإرهابية التمدد والإنتشارعلى مسافات شاسعة من بلدان الشرق الأوسط والأدنى وأجزاء كبيرة من أفريقيا وما زالت تتمدد على مسافات أخرى من كوكبنا الأرضي لولا الدعم المالي والإعلامي الهائل الذي تلقته وتتلقاه من دول ومؤسسات وجمعيات وإمبراطوريات إعلامية تابعة لحكام الظلم والظلام لبست رداء الإسلام ظلما وعدوانا.وفي مقدمة هذه الممالك والمشيخات الإستبدادية الوراثية هي مملكة آل سعود التي نشأت على أرض نجد والحجاز قبل قرن ونيف من السنين .وبعد بسط سيطرتها على الأرض التي سميت باسم العائلة زرعت في مناهجها الدراسية بذرة التكفير في نفوس الأجيال المتعاقبة من خلال تبني الفكر الوهابي الضلالي الذي يعتبر كل مذهب إسلامي يتعارض مع أفكار بن تيميه وتلميذه من بعده محمد بن عبد الوهاب هو (كافر خارح عن الملة) يجب أن يُهدر دمه. وقد تخرج وما يزال يتخرج من هذه المدارس التكفيرية المنتشرة في مملكة آل سعود الملايين الذين يحملون قي قلوبهم وعقولهم هذا الفكر الدموي التدميري. والذين تشربت في أعماقهم بشكل خاص فكرة (تكفير الشيعة) وصورت لهم تلك المدارس والمساجد التي يخطب فيها وعاظ السلاطين خطبا تتناقض تناقضا صارخا مع مفاهيم الإسلام على أتباعهم من الجهلة والأميين الذين يستمعون لخطبهم ويصدقونها. وهي لاتعدوعن كونها خطب ضلالية سوداء من نفوس حاقدة لاترعى إلا ولا ذمة في حياة البشر.وتبث سمومها الطائفية التي ماأنزل الله بها من سلطان وتشجع على القتل والتدمير وانتهاك الحرمات بشكل سافر تحت سمع وبصر سلاطينهم الطغاة .بتوجيه الإتهامات الكاذبة الباطلة لملايين من المسلمين بأنهم ( ملة خارجة عن الدين )لأنهم (أصحاب بدع ) (عباد للقبور ) و (يسجدون على الحجر ) ويجاهرون ب ( تحريف القرآن ) في مساجدهم. وغيرها الكثير من الأباطيل التي تعشعش في أذهانهم المريضة. وبعد حرب أفغانستان وانتصار طالبان فيها إشتدت سواعد هذه القوى التكفيرية بعد ظهورماسمي ب ( المجاهدين الإفغان والعرب ) الذين أغدق عليهم المال والسلاح من أمريكا وعملائها في المنطقة العربية .فهوجمت بلدان إسلامية ، وقتل مئات الآلاف من المسلمين،ودمرت مدن عربية وإسلامية كثيرة على أيدي هؤلاء الظلاميين الرعاع بالسيارات المفخخة تارة والأحزمة الناسفة تارة أخرى . ويتم الأطفال ،ورملت النساء ، وأثكلت الأمهات وفق هذا المفهوم الضلالي الإجرامي. وتركت تلك جرائم الإبادة هذه جروحا عميقة لاتمحو آثارها الكارثية على المجتمعات الإسلامية لعشرات السنين. ولم يمر يوم لم تسفك فيه دماء بريئة باسم الإسلام والإسلام الذي حرم سفك دم أي إنسان يبرأ تماما من هذه الجرائم النكراء . والعراق الذي هو جزء مهم من هذا العالم، فقد تكالبت عليه قوى الشر والجريمة التكفيرية تكالبا محموما لاهوادة فيه أثناء الإحتلال الأمريكي له وما بعده . وشعبه يتعرض منذ عشر سنوات لأشرس الهجمات الإرهابية السوداء. ولطعنات دول الجوار التي تحكمها أنظمة إستبدادية تبنت هذا الفكر المدمر لدواع طائفية بحتة.ووجدت في النظام الجديد تهديدا لكراسي حكمها التي عفا عليها الزمن . ولا يروق لها نهوض هذا الوطن العريق وآستقراره ونجاح تجربته السياسية.لأنه يمثل بحضارته وموقعه وثرواته قلب الأمة العربية النابض. ونهوضه يمثل نهوض عملاق في كل مجالات الحياة فتقاطرت عليه قطعان تكفيرية سادية مشحونة بالحقد الطائفي الأعمى ، تدفعها الرغبة الجامحة في الإنتقام من الناس الأبرياء العزل بحجة إنهم (شيعة كفرة رافضة مارقون عن الدين ) مثلما قال لهم شيوخهم الذين أصدروا فتاواهم الضالة في مملكة الشر هذه وغيرها من البلدان التي لم يفعل حكامها شيئا للجم هذه الأصوات الفتنوية.بل شجعتها ورعتها . ومن المضحك المبكي إن هذه المملكة الإستبدادية تعتبرعصابات التكفير والتدمير هذه ( فئة ضالة) في أرضها، و(مجاهدة فاتحة محررة) في العراق . إن الشعب العراقي بتلاحمه وموقف مرجعيته الرشيدة المجاهدة ممثلة بآية الله السيد السيستاني حفظه الله ذخرا للعراق والعراقيين سيحبط كل هذه المخططات الإجرامية الخبيثة التي يحيكها أعداء العراق وإن غدا لناظره قريب. جعفر المهاجر/ السويد.
https://telegram.me/buratha