المقالات

الولايات المتحدة ...وحقيقة التعامل المزدوج

1083 00:57:37 2014-06-28

عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي

ليس هناك من شك بأن الولايات المتحدة الامريكية قيادتها السياسية والعسكرية تتعامل مع الاحداث الجارية في العراق بمزاجية ورغبات واهواء بعيدة عن ما كان يجب ان تقوم به في هذه المرحلة .ان مانتج عن دخول القوات الامريكية في 2003 الى العراق من كوارث لاتقل عن ماكانت تعاني وتمر بالمجتمع قبل هذا التاريخ اي انها لم تفعل شي مفيد سوى اضافة الفوضى والاضطراب الامني وتعاملت مع الاعمال الارهابية بتراخي تام وغزل لايخلوا من تعاطف وخاصة في بعض المناطق الموبوءة لابل كانت تشد ازر الارهابيين واعوان النظام السابق وساهمت مساهمة كبيرة في دخول بعض السياسيين من دعاة الطائفية والعنصرية والكثير من الحاقدين ارض العراق وشعبهمما وفروا حواضن لاعداء شعبهم في المدن المختلفة وتم دعمهم دعماً سياسياً في العملية من خلال وجودهم في مجلس النواب حيث ترى اليوم كيف اجتاح الارهاب في ابشع صوره واشكاله محافظات ومدن ومناطق لوجود منابع ومصادر لدعمهم فيها .كما ان المحيط العربي الان يشعر بأن التجربة السياسية الجديدة في العراق امراً طارئاً اوغير مالوف ومغايرلانظمتهم التقليدية التي تقوم على اسس التوارث في السلطة مهما كانت تسمياتها ملكية او اميرية ليس لشعوبهم اي دخل فيها. ولاتستسيغ التداول السلمي للسلطة ابداً ولاتعرف معناً للديمقراطية وليس للشعب دور في اختيار السلطات وتعتبر هذه المفاهيم تهديداً لأنظمتهم في كل لحظات كياناتهم اليوم والمستقبل والعملية السياسية في العراق باتت تمثل عومل قلق وهاجس خوف لايطاق يزلزل سلطاتهم وعروشهم وهي تفكر بكل جهد لتقسيم العراق وقد حذرت المرجعية الدينية العليا في العراق من مخططات مبيتة لتقسيمه وتفكيكه والجهر الصهيوني بتأييد تلك الخطوات.ان ما ال اليه الوضع بعد عام 2003 من تدمير لمرتكزات الدولة العراقية المهمة مثل الجيش وكامل البنية التحتية واستلام عناصر ضعيفة وغير كفوءة للمسؤولية في ادارة الدولة لاتتمتع بروح المواطنة والانتماء ولم يثبت ولائهم واخلاصهم وحرصهم وعملوا على اشاعة الفساد بكل صوره وظل الامريكان يوزعون الغنائم والفرص والمناصب على قوى سياسية وكيانات واحزاب تراعي مصالحهم لتمكنهم من ذبح العراق وقتل اماله وامانيه في العيش الكريم وضرب كل التعهدات والاتفاقات والمواثيق عرض الحائط بحجة فشل العملية السياسية والحكومة في ادارة الدولة ومحاولة فرض اراداتها في تشكل الحكومة القادمة وفق معايير ومخططات بمنهجية واستراتيجية تهدف لضرب تطلعات الشعب العراقي.لقد عاثت القوى الامبريالية ومن صنعتها في العراق فساداً ويعيش الشعب تداعيات خطيرة ومنزلقات بلوراتها وروجت لها وعملت عليها تلك القوى من اجل سلب خيراته ونهب تراثه وسحق مجده وتاريخه . ان تنصل القيادة الامريكية من التزاماتها بتزويد العراق بالمعدات الضرورية والاسلحة التي استلمت اثمانها (25 مليار دولار لم تنفذ سوى 10%منها) بوصفة عقيمة مأخوذة من الموقف السعودي الخليجي- الصهيوني وبعض الدول الاقليمية من اتهام الحكومة العراقية لطائفية معينة والتي تعني في الحقيقة حكم الاكثرية وفقاً لما افرزتها الانتخابات الحرة والديمقراطية التي تم تأييدها من واشنطن نفسها وكل المنظمات الدولية وبمشاركة جماهيرية عالية وفق استحقاقاتها في الانتخابات تدل على خبث القيادة الامريكية وعدم المصداقية في سلوكها .ولقد تحدث الامين العام للجامعة العربية بكل صراحة في قوله (بأن هناك قوى اقليمية لاتريد نجاح العملية السياسية في العراق و تعمل على زعزعة استقراره و على خلق اضطراب الاوضاع الامنية فيه)كما اكدت جميع المنظمات والهيئات الدولية وعلى رأسهم الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون من خطورة هذه المرحلة وحذر من التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للعراق .وطالما ان التجربة السياسية في هذا البلد تمثل خطورة في انتقال عدوها لشعوبهم وتهدد عروشهم فأن هذه الانظمة لن تكف عن تصدير الارهاب ومشاريع الشر بكل اشكاله لدخول العراق وتسعى جاهدة لمحاربة ارضه وذبح شعبه بأموالها وخطوطها سراً وعلناً وعن طريق سماسرة السياسة ليعرضوا خدماتهم في تصعيد الظروف وارتكاب الافعال المشينة دون خجل او رادع اوشعور لتعظيم مكاسبهم الخسيسة. ان العراقييون يتمنون ان توصد الابواب بوجه التدخلات الخارجية والمشاريع الملتوية والمشبوته والاجندات الوافدة والانطلاق نحو روى سليمة وصائبة الصياغة ووضع الحلول والعلاجات الواقعية التي تنعكس نتائجها الايجابية على كافة مكونات المجتمع العراقي . فعلى جميع العراقيين إن يتحدوا ويقفوا مع حكومتهم ويقدموا لها الدعم العام والكامل في محاربتها للارهاب وان يحافظوا على ما تم تشييده من بناء دولتهم الحديثة والمتطورة وما تم انجازه على المستوى الامني وان لا يسمحوا لمن يحاول ادامة حالة عدم الاستقرار و الفوضى وان يكونوا يدا واحدة قوية تضرب العنف والارهاب في كل مكان وتحارب الفساد وتعاقب المفسدين وتبني عراق جديد يكون انموذجا للمنطقة .عراق يسوده القانون .عراق المحبة والسلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2014-06-28
اؤيد الكاتب فيما ذهب اليه من ان التدخلات الامريكية وغيرها ستسلب منا حرية صناعة القرار اتمنى ان يكون الامر خاص بنا وحدنا فكيف نستعين بمن صنع الارهاب ؟ اليس في ذلك مغالطة
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك