المقالات

داعش الصهاينة وخيانة العرب

1271 00:09:37 2014-06-25

سلام محمد العامري

عند فشل الحكومات بتوفيرما يحتاجه البلد, يلجأ الشعب الى ألمرجعية الدينية, التي لا تنحاز الى حزب أو طائفة إنما للوطن, مهما حاول بعض ألساسة والانتهازيين, تجيير الفتاوى لصالح هذه الفئة أو تلك.
فعند سقوط الدولة ألعثمانية, وقع العراق تحت الاحتلال ألبريطاني, مما سبب عدم حكم أهل البلاد لبلدهم, وبالنظر لتمادي المستعمر باضطهاده للمواطنين, فقد قاوم الشعب العراقي, إبتداءً من بلدة صغيرة هي ألرميثة, عندما قام الجيش المحتل, باعتقال شيخ عشيرة الظوالم, وللحفاظ على مصالح الشعب, فلا بد من راعٍ لهذه المصالح, فقد نهضت المرجعية الرشيدة حينها, بدورها ألشرعي, محاولة رفع الظلم عن ألشعب ألعراقي, إلا أن المحتل أصر بالإيغال في الظلم, محاولاً إذلال أبناء العراق, الذين أبوا إلا الحفاظ على كرامتهم, فقد تأكدوا بما لا يقبل الشك, أن الجيش ألبريطاني المحتل, ما جاء إلا للهيمنة على العراق, ونهب ثرواته وإنتهاك مقدساته, مع القيام بتوسيع رقعة المستعمرات وليس للتحرير؛ كما أشاع أثناء دخوله الوطن الحبيب.
هنا جاء دور المرجعية, الذي لم يحسب له المحتل حساباً, لعدم معرفته بخصوصيات الشعب العراقي, فصدرت فتوى الجهاد الكفائي بإجماع العلماء؛ مما أدى الى الاسراع بتكوين الحكومة العراقية, مع تأسيس الجيش العراقي, بقيادات من الضباط, الذين كانوا ضمن الجيش العثماني, مما أدى الى حكم العراق عسكرياً, أدى الى انقلابات عسكرية فاشلة, لغرض السيطرة على الحكم, فمن حركة بكر صدقي عام 1936, الى انتفاضة رشيد عال الكيلاني عام 1941, مما يدلل على تغلغل السياسة, إلى صفوف قيادات الجيش, وجَرِّهِ الى حُروبٍ داخلية, مما أدى بعد ذلك الى استفحال التداخل, بين السياسة واستغلال القوة العسكرية, فجاء قلب النظام الملكي عام 1958, عن طريق تنظيم الضباط الأحرار, تم حينها, تنصيب الزعيم عبد الكريم قاسم, رئيساً لمجلس الوزراء, الذي قام بإلغاء حلف بغداد, وإنهاء التبعية للإستعمار البريطاني.
إلّا أن تلك الثورة لم تدم طويلاً, فسرعان ما إنقض حزب البعث, بضباطه على الحكم؛ بحركة دموية أجهزت على قادة الثوره, واستمر حال الانقلابات العسكرية, الى عام 1968, حيث سيطر كأحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش على الحكم؛ بمساعدة تنظيمات حزب البعث الذي انشق.
صدرت أحكام الطواريء عام 1965 وبقيت مستمرة الى سقوط الطاغية عام 2003, من قبل الإحتلال الأمريكي.
هنا عاش العراق في فراغ أكبر من سابقه, إبّان الاحتلال البريطاني, فلم يكن أنذاك, أحزاب وحركات سياسية كثيره, ولا تنظيم القاعدة الذي يتستر بالدين, الذي هو صنيعة من صنائع المستعمرين, الذين وضعوه لخلق الأزمات, لتفكيك وحدة الدين الاسلامي, واستغلال المدارس الفقهية, لزرع الفتنه الطائفية, هذا الدين الذي عانى المستعمرون, من وحدة رأي علمائه, في نصرة الشعب العراقي وتوجيهه نحو التحرر.
لقد زرع البريطانيون الحركة ألوهابية, في الجزيرة ألعربية, ودويلة ألصهاينة في فلسطين, فقام الوليد الثاني للاستعمار, بالهيمنة على سياسات واقتصاد الغرب, موجهاً ما انتجته الحكومة ألبريطانية, للحركة الشاذة في ما يسمى بالمملكة السعودية, لينتج مجموعات إرهابية, يديرها جهاز الموساد ألصهيوني, من أجل خلق الارباك السياسي, مع تشتيت الجهد الديني الاسلامي المعتدل, فنتج عن ذلك تكوين تنظيم القاعدة, بمباركة أمريكا, ألأب الراعي, للمصالح الإسرائيلية والغرب الاستعماري.
أخيرا تم ولادة الحفيد المرتقب, لتنظيم القاعدة بعد تزاوجه مع الصهيونية ألعالمية, لينتج تنظيم"داعش", وهل يلد الشذوذ إلا الشواذ؟ 
إنه تنظيم لا دين له ولا اخلاق, قتل ودمار وإنتهاك أعراض باسم الجهاد, راياتهم سود كأفكارهم الضلامية الضالة, بدأ تشكيله في الشام وتمدد لغرب وشمال العراق, مهددا النجف الاشرف ثم كربلاء, اللتان يعتبران أساس الاشعاع الاسلامي الحقيقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك