الحاج هادي العكيلي
في الوقت الذي يظن فيه المالكي المحاط بالمشاكل ، إن وجوده ضروري لصد هجمات داعش ، ولكن يدرك معظم الشيعة في العراق قبل السنة إن المالكي الضحى جزءاً من معضلة البلاد وليس الحل .
إن الأزمة الدائرة في العراق هي نتيجة للانقسامات السياسية التي تفاقمت ، وكان ممكن للقادة السياسيين تجاوز هذه الخلافات . وبعد الأزمة الحالية باستيلاء عصابات داعش على الموصل وغيرها من المناطق ، تعالت الأصوات التي تحمل المالكي مسؤولية ما ألت إليه الأوضاع ، وتزايدت دعوات المطالبة بتنحيته عن الحكم .
يعتبر البعض إن الصراع الدائر في العراق هو صراع طائفي ، وهذا ما تسعى إليه الإطراف المعادية للعملية السياسية في العراق ، حتى من ضمنها أمريكا لكون الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في العراق كانت ناجحة دون وجود القوات الأمريكية في العراق وهذا ما أغاض الأمريكان فدفعت عملائها في الداخل والخارج إلى زعزعت الأمن في المناطق السنية خاصة ، والمطالبة بتنحي المالكي بصورة علنية أو تلميح .
لقد ربطت القوى الكبرى وحدة العراق أرضا وشعباً بتنحي المالكي من منصبه الذي يسعى إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية والتي ترفض تلك القوى هذا المبدأ ، وهذا جاء متناسقاً مع دعوة المرجع الديني السيد علي السيستاني ( دام ظله الوافر ) والتي حث فيها على تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، تحظى بإجماع قومي عريض وتتجاوز أخطاء الماضي في أول انتقاد مبطن لحكومة نوري المالكي .
إن تمسك المالكي بتشكيل الحكومة المقبلة سيدفع البلاد إلى كثير من الأزمات وأولها تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء للسنة والشيعة والأكراد ، وهذا ما يهدد أمن المنطقة بكاملها وحدوث نزاعات بين الإطراف الإقليمية الذي يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه ، وخاصة تركيا التي تخاف من انتقال مشاعر الانفصال إلى الأقلية الكردية فيها .
أن استقرار العراق وبقاءه كدولة موحدة هو مسعى الدول الصديقة والمحبة للعراق وفي مقدمتها إيران التي لا ترغب بعودة المعادلة السابقة ويكون على حدودها الغربية خطريهدد أمنها ، لذا تسعى بكل قوتها وتأثيرها على القوى السياسية العراقية الشيعية والسنية والكردية إلى تدارك الوضع والمحافظة على وحدة العراق واستقراره حتى ولو تطلب الأمر إبعاد المالكي من تشكيل الحكومة المقبلة .
إن محاربة التطرف في العراق مسؤولية جميع الإطراف وليس الطرف الشيعي ، فكان نداء المرجعية الدينية إلى جميع العراقيين وليس إلى الطرف الشيعي فقط لمحاربة عصابات داعش الإرهابية التي دنست بعض الأراضي العراقية ، فهب العراقيون على مختلف طوائفهم وأديانهم ومذاهبهم لقتال داعش وأعوان داعش من القاعدة والبعث الإرهابي وكان الشيعية في مقدمة الصفوف لتعطي الطمأنينة إلى العراقيين السنة لمحاربة التطرف في بلادهم وهو ما قد يعطي دافعا لهم نحو محاربة التطرف الداعشي وخاصة في مناطقهم التي دنست من قبل العصابات التي انتهك الأعراض وأباحت قتل البشر بدون ذنب . فالعراقيون لبوا نداء المرجعية الدينية بفتوى الجهاد الكفائي لإخماد نار الفتنة ، ومحاربة العصابات التكفيرية .
إن إخماد نار الفتنة أصبح واجباً على كل العراقيين بالتعاون مع المرجعية الدينية ، وإنهم قادرون على ذلك ، ولكن قد تعيقهم أمراُ مهم هو إصرار المالكي ببقائه في السلطة مما يشكل خطراً على البلاد ، كما شكل إصرار المجرم صدام دمار للبلاد من قبل فلعب بالنار فكان مصيره الهلاك . نقول لا تلعب بالنار ... تحرق أصابعك ... وتحرق أصابع الشعب معاك .
https://telegram.me/buratha