حيدر حسين سويري
نشرت فيما سبق مقالين حول " داعش " وهذا المقال الثالث ولازال في جعبتي الكثير ، فظاهرة داعش تستحق من الجميع التأمل والوقوف بل الدراسة بجدية أكبر وبموضوعية ، والسؤال الأول الذي يجب طرحه ومحاولة ايجاد الجواب له هو : ما هذا الحقد والبغضاء الذي تحمله " داعش " نحو مجتمع الانسانية ؟!! ، ما نوع هذه الجرأة وانعدام العاطفة التي تصل بالانسان الى ذبح الرضيع وحرق الشيخ والمرأة ودور العبادة؟!! ، هل هؤلاء بشر مثلنا ام هم من سلالة أخرى؟!! ، قد يضحك البعض على منطوق سؤالي الاخير ولكني اميل الى أن هؤلاء غيرنا أو من سلالة أخرى !! ...
يحلل البعض الموضوع وبكل بساطة ، بأن مشروع " داعش " مشروع سياسي مخابراتي صنعته سياسات دول للقضاء على دول اخرى او الوصول الى مآرب سياسية وأقتصادية ، ونحن وأن كنا نتفق معهم بهذا الرأي لكننا نقول : بان ليس هذا ما قصدناه وانما قصدنا كيف تمكن ذلك السياسي او رجل المخابرات الى تحويل هؤلاء الدواعش الى ماهم عليه من قساوة وبطش شديدين ؟!! ..... ما هي الايدلوجية التي تحملها " داعش "؟!! ماهي الغاية التي تسير نحوها ؟!! ماهي الوسيلة التي تركبها؟! وهل تتطابق وسيلتها مع ايدلوجيتها ؟!! وأخيراً : هل الاستراتيجية المعلنة هي حقاً الاستراتيجية الحقيقية لداعش ام لا ؟!! يعني : هل ان هناك استراتيجية اخرى ستظهر بعد حين ؟!! .....
هنا لي رأي ولكي أوضحه ارجو من القارئ الكريم ان يتحملني بعض الشئ ، سأبدأ من الصانع (السياسي ورجل المخابرات) ثم أعود الى المصنوع (داعش) ... إن لكل منا عقل باطن وعقل ظاهر(الشعور والللاشعور) ، تظهر مكنونات الفرد بعد تعرضه لحادث مريب وقوي فيتصرف لا شعورياً يعني تظهر المكنونات فتقود عملية رد الفعل ، ومن هذا نستطيع القول : بأن الدواعش ليس لديهم صدمة معينة وواحدة كونت لديهم نفس العقدة النفسية ظهرت لاشعورياً في تصرفاتهم البغيضة ، لأنهم من جنسيات وبلدان مختلفة ، أذن فالعقدة النفسية تكمن عند الصانع وبعمليه سحرية كبيرة استطاع ان ينقل هذه العقدة الى المصنوع ، والصراحة الكلام بسيط ولكن عمل الصانع كان شاقاً جداً ، استغل الصانع الفهم الخاطئ للقران والسنة النبوية عند بعض المسلمين وركز على جانب البغض والحقد الذي تحمله بعض الرويات لليهود ، الذين عادوا وحاربوا الرسالة المحمدية ، ثم قال وبكل بساطة ان من طوائف المسلمين من هم اشد على الاسلام من اليهود انفسهم!! مستنداً الى الحديث النبوي (...... يهود أمتي) .....
انا اعتقد وبنسبة كبيرة ان الصانع لداعش هو الكيان الصهيوني وان كان لكثير من مخابرات بعض الدول يداً في مكون داعش ، فاليهود وبعد محرقة هتلر والحروب التي خاضوها مع العرب بالاضافة الى كره الشعوب الواضح لهم ، تكون لديهم عقدة الخوف من الاخر فهم يشكون في نوايا كل انسان ولذلك فهم لايستطيعون ان يروا العالم يعيش بسلام لأنهم يعتقدون بأن العالم سيتجه للقضاء عليهم ، أنهم لايعرفون السلام ، لم ولن يعشيوا فيه ابدا لأنهم في (فوبيا) عميقة تخللت اللاشعور ..... كذلك نرى الدواعش يستخدمون مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) وهو مبدأ صهيوني صرف ، لذلك نرى الفتاوى المخالفة للاسلام تصدر بكل سهولة ويسر ...
نقول في الدعاء ((اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين)) ، وكما هو معلوم فنحن نتكلم واليهود تعمل!! ، استغل اليهود هذا الدعاء وضربوا الاسلام بالاسلام عمليا من خلال داعش (صورة الاسلام المصنوع) .....
لكن هنالك خطأ فادحاً وقع به اليهود (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال : 30]) ، ذلك الخطأ الذي لن يستطيعوا ان يتداركوه هو (أن داعش يتصرفون بشعور ، انتباه رجاءاً !! اقول : يتصرفون بشعور يعني ان الحقد والبغضاء اصبح واقع عملي لديهم وليس عقدة نفسية) وبما انهم تربوا على كره اليهود وبغض النظر عن اي يهود (يهود امة محمد او امة موسى) ، فهم يتعاملون شعوريا وواقعيا مع الاخر (اليهود) على هذا الاساس وما أن تأتي قيادة جديدة تسيطر على داعش حتى يتجه داعش الى تل ابيب والقضاء عليهم وهو زمن قريب .....
https://telegram.me/buratha