عبدالله الجيزاني
سنوات تأكل بعضها البعض، وكفوف الرجال تحضن البنادق، ويسكنون المواضع، سنوات ورجال الاهوار يعيشون الأمل والانتظار، أمل الشهادة من اجل الدين والوطن، وانتظار إذن السماء، بظهور ولي الأمر وصاحب العصر والزمان، لبناء دولة العدل الإلهي، التي تحكم بما أمرت السماء، سنوات تمر، أيام وليال والرجال نخوتهم، لبيك يا حسين وهيهات منا الذلة، جوع وعطش ومواجهة اعتي طاغية على مر التاريخ، يحظى بدعم الباطل في الأرض كلها.
يختلف أهل الباطل فيما بينهم، وتتغير أجندة الاستكبار العالمي، ليسخر الشيطان الأكبر كل ما لديه من قوة ليغير نظام البعث ألصدامي، هنا فقط وضع الرجال بنادقهم جانبا، وشمروا عن سواعدهم ليتصدوا للبناء، وإعادة الأعمار، أعمار النفوس ونهج الحكم، قطعوا شوطا طويلا في ذلك ووضعوا الأسس.
لكن حصل الخطأ، فتصدى من لا يملك القدرة والرؤية، ولا يفقه سمو الهدف، فأراد يعلم أو لا يعلم إعادة تشكيل نظام البعث ألصدامي، ووضع رجال الأمس أصحاب المواقف نصب عينه كأعداء، واستقوى بأذناب البعث، على من يفترض أنهم رفاقه بالجهاد، وشركائه في البناء، لينفرد هؤلاء به، ويقودوه إلى الهاوية، ويصورا له كل المخلصين أعداء، في طريقة مكشوفة، ومعروفة لكل لبيب.
حتى نضجت مؤامرتهم، ليصبح العراق كل العراق تحت سيطرتهم، وانقضوا على نينوى، في مخطط اجتياح العراق، عندها عاد الرجال من جديد إلى بنادقهم ليحتضنوها، لإنقاذ الوطن والأهل، يحدو ركبهم نداء المرجعية وإعلانها الجهاد، في مواجهة من يريدون بالعراق وأهله الشر، ويوقفوا زحف الأشرار، لينطلقوا في حملة التطهير، تطهير نينوى والانبار وكل شبر دنسته أقدام الغزاة، ومن يقف معهم من بقايا البعث، بانتظار تطهير المؤسسة العسكرية من شراذم البعث ألصدامي، الذين قادوا هذا المخطط، ونفذوه بإمكانات الدولة، في مسرحية هزيلة حذر منها الرجال مرات ومرات، لكن حلاوة الحكم، وبهلوة البعث ألصدامي، كانت اكبر.
أذن انطلقت قوافل الجهاد من مواقع الجهاد بالأمس، حيث الاهوار لتجوب ارض العراق، عندها بانت علامات النصر الأكيد، بانتظار بناء الدولة الحلم، التي لن يأتي بها غير رجال الخنادق، وهذا ما ثبت بالتجربة، والسبب بسيط لمن يبحث، هؤلاء واجهوا البعث ألصدامي وحصل بينهم الدم فلاعودة لعلاقة بينهما، أذن مادام البعث ألصدامي، بعيد ستبنى الدولة أكيد، فالشر كل الشر من هؤلاء الشياطين، ولا يعرفهم إلا من ذاق الويل والثبور على أيديهم، ومن أكثر من المجاهدين تحمل ظلمهم.
أذن ننتظر أن ينتهي رجال الجهاد من مهمة تحرير الأرض، ليباشروا بمهمة تحرير مؤسسات الدولة من الفاشلين والبعثيين الصداميين الجدد والسابقين، فهم آهل الغيرة الذي عاش الوطن على أمل تمكنهم من بسط سلطانهم لبنائه، وهاهي الفرصة سانحة وتحت أيديهم، لبناء مشروعهم الذي ضحوا ولازالوا لأجله، ولديهم كل الأدلة على أن خيارات الآخرين لم تكن ناجحة وفاعلة، ولم يتبقى إلا خيار المجاهدين أهل الغيرة، ويقينا هو الخيار الناجح والناجع، لتحقيق آمال وطموحات المنتظرين، على طريق تحقيق دولة العدل الإلهي....
https://telegram.me/buratha