سعد الزيدي
انتهت عملية الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس النواب لدورته الثالثة، وبدأ التفتيش عن أفضل الحكومات في التجارب الحكومية، في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط، ودول العالم الثالث وحتى العالم بأسره، لتقليدها في تشكيل حكومتنا المقبلة، والسبب حكومة الشراكة الوطنية( حكومة المحاصصة ) غير الموفقة، فطرح من طرح مشروع حكومة الأغلبية السياسية، وتم تنفيذ بعض حلقات هذا المشروع قبل وخلال الانتخابات.
فقد جرت ممارسات مفتعلة، لتخويف الناخب أو ترغيبه بما يعوزه، في مكونات حياته الأساسية لصالح قائمة محددة، والمساعدة في تكوين قوائم الظل الصغيرة، وبالتالي التحالف معها لاحقا،للظهور بمظهر حكومة المكونات في الأغلبية السياسية.
في الوقت الراهن؛ لم يكن التفتيش عن تجربة ناجحة في زوايا العالم مجديا، ومشروع حكومة الأغلبية، يحمل معه فيروسات قاتلة، لأنه قفز على الواقع.
لو أخذنا بقول القائل (إن أفضل الحكومات الواقعية هي التي نجحت في تنفيذ برنامجها الحكومي الذي حضي بقبول مجلس النواب)، ولأجل تشكل فريق حكومي ينجح في مهامه بمساعدة برلمان يعي مسؤولياته، فمن المؤكد بأنه لا يأتي من استنساخ تجارب الآخرين، إذن لا موجب للجدال البيزنطي من خلال الفضائيات وتقديم البراهين على أفضلية التجربة (س أو ص ) في الدولة العلانية أو الإقليم الفلاني أو القارة الأوربية أو الأمريكية.
ويبقى الأفضل هو( حكومة المواصفة العراقية)، فقد قال الحكماء (أهل مكة أدرا بشعابها).
يذكر أن أحد شوارع مدينة باريس، كان يزدحم بمحلات الخياطة، فبادر احدهم للدعاية وعلق يافطة تقول: بأنه أفضل خياط في باريس، وعند مشاهداتها من قبل الآخرين، كتب زميله المجاور يافطة تقول بأنه أفضل خياط في فرنسا، ثم جاء دور الثالث فكتب أفضل خياط في أوربا، وأما الرابع فكتب بأنه أفضل خياط في العالم، وعندما أراد الخياط الخامس أن يقلدهم، فلم يجد بدا من كتابة: أفضل خياط في هذا الشارع!
أن الأفضل لم نجده إلا في الشارع العراقي والسبب منطقي هو إن المجتمعات والأوطان لا تُستنسخ فلا وجود للعراق هناك، ولو وجدنا مشابهات من حيث تعدد المكونات وأسس التعددية يبقى مفردات التاريخ وزوايا الطبيعة و تراكمات السنون التي كونت سيكولوجية الشخصية العراقية، أن النظرية التي تُسير دفة الحكم هنا وهناك هي من صنع الإنسان نفسه أي نسبية والحكومة المثالية غير موجودة في عالم اليوم ولم تكن موجودة في مخيلة أفلاطون أو أرسطو.
https://telegram.me/buratha