المقالات

كيف جرى بناء حاضنة داعش؟!

1747 12:17:41 2014-06-20

قاسم العجرش

   تعالوا الى مساحة نبني عليها أفكارا تستند الى معطيات واقعية، فالمرء لا يحتاج الى خيال واسع،  كي يفهم ما جرى وما سيجري..

   دعونا هنا لنتناول بعض تلك المعطيات الوافرة..أقول بعض وليس كل، لأن مجرد التفكير بكل المعطيات، يحتاج الى عشرات بل مئات الرؤوس، القادرة على التعامل مع كم ضخم  منها..

   أولها أن ما حصل؛ لم يحصل في خلال هذا الشهر، حيث وقعت الموصل ومدن أخرى بيد "داعش"، بل أن الذي جرى كان منتظرا حدوثه، مع إطلاق تسمية "دولة العراق والشام الإسلامية" على هذا التنظيم ألظلامي..وكان الأسم يوضح الهدف بجلاء، ويكشف بسهولة عن المخطط، ولكن قومنا كانوا ينامون على ريش، جعلهم يطمأنون إطمئنانا غريبا!

   داعش بالحقيقة تشكلت عام 1963، حيث سعى حزب البعث الذي نزى على كرسي الحكم في 8 شباط من ذلك العام، الى إقامة وحدة بين العراق وسوريا، التي تسلم الحكم فيها نفس الحزب، بعد شهر بالضبط، من المذبحة التي أرتكبها البعثيون في العراق في التاريخ الذي ذكرناه، وكانت علامة سوداء في جبين تاريخ العراق، ومن يومها رفع البعثيون علمهم ذا النجمات الثلاث، التي ترمز الى أهدافه المعلنة: الوحدة والحرية الإشتراكية، والى أهدافه السرية المعبرة عن مثلث الماسونية المعروف..

   داعش إذن تنظيم بعثي وليس غير ذلك، أما حكاية تأسلمه، فهي أيضا حكاية قديمة، تعود الى تسعينات القرن الماضي، أيام إطلاق الطاغية صدام حسين حملته الإيمانية الشهيرة، تلك الحملة التي أجبر بها تنظيمات حزبه على إعتناق نمط جديد من الفكر الديني، الذي يقول بثالوث(الله..الوطن..القائد)..وكان الرفاق يحتسون الخمر ويصلون أيضا، تماما على طريقة الوليد بن عبد الملك!.

   كان واضحا أن حملة صدام الإيمانية، ليست إلا محاولة لإيقاف تعاظم آثار الصحوة الإسلامية في المجتمع العراقي، تلك الصحوة التي أطلقها الإمام الراحل السيد الخميني (رض)..

   معنى هذا أن صدام وحزبه؛ بنوا من خلال هذه الحملة معمارا طائفيا، ووجد هذا المعمار أرضيته في محافظات بعينها، حيث كانت دراويش عزة الدوري، يؤسسون تكايا في قرى وقصبات وسط العراق، إمتدادا الى تخوم دهوك..وتلك هي حاضنة داعش اليوم!

كلام قبل السلام: البيئة المثالية لنمو التطرف، هي الطائفية والديكتاتورية، ويعززها غياب حكم رشيد يصنع الديمقراطية، ويقينا أننا في العراق وسوريا، مازلنا بعيدين عن ذلك بمسافة كبيرة!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك