المقالات

خيانة بامتياز

1114 01:59:15 2014-06-20

حميد الموسوي

لم نجد في كل مافعلتموه من خراب ودمار وآخره احتلال المدن مستعينين بالمتشردين والتكفيريين وحثالات الشعوب لم نجد الاّ الخيانة العظمى والعمالة والسقوط .لم نجد في ما بدئتموه من استهداف بنية العراق وتخريب منشآته الحيوية المتمثلة بموانئه وعقد اتصالاته ومحطاته الكهربائية وشبكات مائه وانابيب نقل نفطه، وطرقه وجسوره وتخريب اقتصاده وتعطيل حياة الناس والعودة بهم الى عصور الكهوف.. لم نجد اسلوب الثائرين ولم نشم رائحة مقاومة او ضربا من ضروبها.
لم نجد في تفجير الوزارات والمؤسسات والاسواق والجامعات والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والحسينيات والاضرحة المقدسة والمطاعم والفنادق والمقاهي وتجمعات العمال انفاسا وطنية او لونا من الوانها.
لم نر في اعمال الخطف والابتزاز والاغتصاب وقتل رجال الدين والشرطة وسرقة المصارف، ونهب المال العام.. رجولة او تصديا للمحتل.
لا ولن نسمي اعمال التهجير،واحتلال المدن واستهداف المكونات العراقية، واستهداف العزل وتكفير الاخرين، واشاعة الفوضى والاضطراب، وبث الرعب والخوف في نفوس الناس الآمنين.. لا ولن نسميها الا خيانة عظمى وعمالة مفضوحة .
لم نجد ولم نر ولم نشم في كل ما فعلتموه وطنية او مقاومة او بطولة او ثورة او رجولة. العراق بحاجة لكل الاذرع ولجميع الطاقات من اجل اعادة بنائه واعماره فهل تصب هذه الاعمال في مصلحة العراق ومستقبل ابنائه.
الكل يدعي الوطنية وحب العراق ولانشك في ذلك، والجميع يرغب في اعادة الامن والامان وكلنا يعلم ذلك، والجميع يسعى لتثبيت اركان حكم وطني ديمقراطي يرعى مواطنيه ويسهر على توفير العيش الامن الحر الكريم لهم وكلنا نأمل ذلك وجميعنا نتمنى عودة العراق الى موقعه البارز في المنظومة الدولية وحاضنته العربية وكل العراقيين متفقون على ان الشر يأتي من الخارج، وان هناك اطراف لاتريد الاستقرار للعراق ولكل طرف اسبابه، ولكن من يوفر لتلك الاطراف الملاذ والدعم ومن يتطوع ليكون اداة تنفيذية لمشاريعها التدميرية ومؤامراتها؟!. من غير النفوس الضعيفة التي تبيع ضميرها ووجودها بثمن بخس فتخسر الدنيا والاخرة؟. واذا سلمنا بوجود اجندة خارجية وتآمر اجنبي مستمر، واذا اعترفنا بوجود نفوس مريضة رخيصة لديها الاستعداد لتنفيذ تلك الاجندة ميدانيا، فهل وقفنا بوجهها وحلنا بينها وبين تنفيذ مخططاتها الاجرامية وكل من موقعه؟ ليس الانصاف القاء اللوم وتحميل تبعات ما يجري من خروقات امنية على القوات المسلحة وحدها وان كان هناك بعض التقصير وبعض الثغرات -فالجميع مسؤولون عما يجري في العراق من فوضى واضطراب وعدم استقرار وتوقف عجلة البناء والاعمار والاستثمار والركود الاقتصادي وتأخر المشاريع الخدمية والتنموية والسبب الاول وقد يكون الاخير هو الاوضاع الامنية غير المستقرة برغم ما ينفق على هذا الجانب من اموال هائلة. السياسيون مسؤولون بالدرجة الاولى بسبب خلافاتهم المستمرة وفتح الباب مشرعا للتدخلات الاجنبية من خلال استعانة البعض منهم بجهات خارجية تشبثا بمنصب وتقوية على الخصوم في العملية السياسية وحنين البعض الاخر لحقب الاستبداد والتعسف والتسلط الدكتاتوري، وميل البعض وتحيزه لكتلته وحزبه وتفضيلهما على واجباته الاصلية المتمثلة بخدمة العراق وشعبه بدون تميز. كذلك تقع على المواطن مسؤولية كبيرة في الاخبار عن كل تحرك مشبوه وعن كل عمل تخريبي يقوم به مرضى النفوس بتعاونهم مع اعداء العراق بادخال الدواعش والارهابيين من نفايات الخليج والمتشردين من الشيشان والباكستانيين والافغان واليمنيين وغيرهم ليحتلوا المدن ويثيروا الخراب والدمار ،وادخال الاسلحة والمتفجرات والمال الحرام واستخدامها في قتل العراقيين وتدمير مؤسساتهم وبناهم التحتية.
ليس امام العراقيين الاّ الاصرار والثبات والتمسك بالعملية الديمقراطية وان شابها غبار الوصوليين والمفسدين فقد طلعت الشمس عليهم وافتضح امر الطامعين منهم والدخلاء على عملية التغيير ولن يصح الاّ الصحيح. المرحلة المقبلة لن تقبل الاخطاء فقد مضت فترة التجارب والفوضى الخلاقة وبدأت مرحلة اثبات الوجود. مرحلة البناء والاعمار وتحقيق مطالب الجماهير في الامن والامان والعيش الكريم. والاجدر بمن لايجد في نفسه الكفاءة والقدرة على تحقيق هذه الاساسيات ان لا يرشح نفسه لأي منصب في الحكومة المقبلة المقبلة فالجماهير على استعداد لازاحة المتخاذلين والفاشلين والمفسدين حتى وان مرّوا غفلة وسهوا وزورا -عبر صناديق الاقتراع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك