بقلم الكاتب : حيدر حسين سويري
منذ مجيئ الاسلام وافق في حركته جميع ما سبقه من اديان وهو التركيز على مبدئين اساسين وهما التوحيد والعدالة الاجتماعية ، ولو لاحظنا وبمراجعة بسيطة نجد جميع العقائد الاخرى تصب في هذين المبدئين ولا تخرج عنهما ابداً ، وكذلك ان المبدأ الاول (التوحيد) من حيث صفات واسماء الله تتجه الى المبدأ الثاني (العدل) بكل وضوح ، فأن عبادة الله (الطقوس والشعائر) واثارها لا يتضح مفهومها واثرها الا في الاخرة اي يوم الحساب (القيامة) ، اما المبدء الاخر (العدالة الاجتماعية) فهو الذي اخذ الحجم الاكبر من عمل الانبياء ومن سار على نهجهم .....
المرجعية الدينية اليوم هي امتداد لذلك التراث الضخم والاسلوب الرصين في الدفاع عن حقوق المظلومين والمطالبة الدائمة والساعية لتحقيق العدالة الاجتماعية وهي (اي المرجعية الدينية) تنظر الى جميع بني البشر على انهم سواسية في الحقوق والواجبات ، والادلة والشواهد كثيرة عبر التاريخ ...
الكلام في المرجعية الدينية وتاريخها واسلوبها يحتاج الى كتاب في عدة مجلدات ، ولكن كلامنا في الناس ، اؤلائك الذين نذرت المرجعية روحها من اجل الدفاع عن حقوقهم ، نقف في مقالنا هذا مع هؤلاء وكيف ينظرون الى المرجعية وكيف يختارون تصرفاتهم ومؤازرتهم للمرجعية ...
هنالك ثلاث انواع من هؤلاء الناس :
1. الذين لاتهمهم سوى مصالحهم فان كان كلام المرجعية يصب في مصلحتهم فهم في صف المرجعية اما اذا كان كلام المرجعية خلاف مصالحهم الشخصية فلا دين ولا مرجعية .
2. الذين يختارون مرجعاً واحداً ويجعلون منه نبي زمانه وان جميع المرجعيات من المخالفين او المؤالفين على باطل ثم يجعلون منه لاينطق عن الهوى !!!
3. الذين ينظرون الى المرجعية الدينية على انها مؤسسة تعمل وفق مبادئ معينه يتبعونها ويسترشدون بها من خلال ما تقدمه من عمل حريص في خدمة الانسانية في كافة المجالات ...
مع الاسف الشديد ان غالبية الشعب من الصنفين (1 و2 ) ، وخير دليل ما حصل في الاونة الاخيرة ومع المرجعية الشيعة الكبرى في العراق اي في الانتخابات العراقية البرلمانية الاخيرة (2014 ) ، وكيف تنصل الناس عن رأي المرجعية الرشيدة وحصل كما حصل في القرن الاول للاسلام من تنصل المسلمين عن نصرة ومؤازرة الصحابي الكبير (ابو ذر الغفاري) والذي قال فيه النبي وفي وفائه وصدقه الكثير من الاحاديث العجيبة!! حيث كانت حجتهم ان علي بن اي طالب هو الامام وهو الاعلم ونسوا ان علياً نفسه يقول : اعرفوا الرجال بالحق ولاتعرفوا الحق بالرجال ... وان عليا وابا ذر وعماراً وسلماناً وغيرهم هم مؤسسة العدالة الاجتماعية في ذلك الزمان وان لافرق فيما صرح به ابو ذر وما يريده علي ثم بان للناس بأنهم لا يفقهون شيئاً (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ [الملك : 10]) حيث خرج على والحسنان وعمار في تشييع ابا ذر حين نفيه الى الربذة حيث توفي هناك رضي الله عنه .....
الحمد لله كثر الصنف (3) في الاونة الاخيرة ولم يجلس مكتوف الايدي امام من اراد ان يجعل من الشيخ النجفي ابا ذرٍ أخر من خلال ما قام به بعض الجلاوزة تجاه طلاب الشيخ والذين ينتمون الى نفس جنسيته السابقة .... وكذلك نرى بوضوح كيف لبى الشعب وبكافة اطيافه وطوائفه نداء المرجعية الرشيدة في اعلانها الجهاد لمقاتلة الارهاب الجديد والذي تأطر بأطار اسلامي وهو لايمت الى الاسلام بأي صلة ..... لذلك نقول للجميع سنكبر ونكبر ونفهم ونقاوم حتى تحقيق العدالة الاجتماعية وهذا هو ما تريده كافة الاديان السماوية وغيرها ، وستذهبون جميعكم الى جهنم في الدنيا والاخرة .....
ملاحظتان مهمتان :
1. قصدت بالمرجعية الدينية مرجعية كافة الاديان السماوية وغيرها في شرق الارض وغربها .
2. قصدت بالمرجعية الدينية المرجعية الشريفة وليست مرجعية الجلاوزة ووعاظ السلاطين .
https://telegram.me/buratha