عبد الخالق الفلاح
ان بلدنا العراق يتعرض الى هجمة شرسة تشارك فيها اطراف دولية واقليمية استفادت من قواها الاستخباراتية وتقف وراء التطورات الاخيرة. ان ما يحدث هذه الايام يمثل ناقوس خطر للسياسيين ابناء الشعب الشرفاء وعليهم ان يوحدوا صفوفهم ويبرهنوا على تحملهم المسؤولية الكبرى الملقات على عاتقهم كما كانوا في التأخي بكافة اطيافه تجاه وطنهم..ان عليهم ان يضعوا الاختلافات جانباً والاتجاه الى العمل الجماعي وتثبيت وحدتهم الوطنية لمواجهة هذه المرحلة الصعبة والعصيبة والحساسة التي تعصف بالبلد من اعتداءات بربرية تقودها عصابات لاتعرف معنى الانسانية وتجردها من القيم .
ماقامت به عصابات داعش ومن لف لفهم وبمشاركة بعض السياسيين في صلاح الدين ونينوى مؤامرة ستسجل في اسوأ صفحات التاريخ وعلى كل المستويات الدينية والمذهبية والقومية والوطنية .وما وقعت من جرائم تقف وراءها وبلاشك دول عربية بشكل مباشر مثل السعودية وقطر حيث تقدم الدعم المالي واللوجستي وحتى المعنوي والسياسي وذلك من خلال المؤتمرات العربية والدولية والتصريحات الاخيرة لمسؤولين خليجيين تؤكد ما نريد بيانه في اعتبار عصابات داعش (مجاهدة)واخرها اجتماع الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين في جلسة غير عادية في 15 حزيران 2014 والتي خرجت بقرارات باهتة غير عقلانية وجعلت من موضوع المشكلة العراقية وسطاً كأي مشكلة عابرة لاتستحق الكثير من الاعتناء.وتجرده من القرارات الحاسمة لدعم العراق ولم تزد عن احترام سيادته ووحدة ارضه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وادانة الارهاب وابقاء الازمة قيد المتابعة لمواكبة المستجدات ... يالها من قرارات مخجلة وتافهة لا تساوي قطرة دم واحدة قدمها العراق في الدفاع عن الامة العربية في العديد من المعارك المصيرية في فلسطين والجولان وسيناء ..كما ان هناك ادلة واثباتات واعترافات موثقة تؤكد تورط اربع دول اقليمية مثل قطر والسعودية وتركيا واسرائيل في التخطيط من اجل الاطاحة بالنظام الديمقراطي الذي يهدد انظمتهم واللعب على ورقة داعش والقاعدة وفلول البعث للوصول الى هذا الهدف وهوتغيير الحكم في العراق.
كما نقلت الكثيرة من وسائل الاعلام انباء حول وصول اكثر من 150 ضابط اًاستخباراتياً سعودياً دخلوا عن طريق سوريا بمختلف الرتب يقودهم المقدم فهد مصباح وتم قتل اخر في صلاح الدين برتبة عقيد حسب ما اعلنت عنه القوات المسلحة العراقية. ان الارباك الذي يلف الادارة الاميركية والتخبط في تصريحاتها من خلال الرئيس اوباما والتي لاتعني عن حسن نية في تعاملها مع التطورات الحاصلة من تجاوز على اجزاء مهمة وعزيزة من ارضنا بيد عصابات معروفة في امريكا و(ضمن قوائم الارهاب ) ولم تلتزم كعادتها بالاتفاقات التي ابرمتها دولياً وخلافاً للمبادئ والاعراف ومغايرة لاطرالتفاهمات ومنها الاتفاق الاستراتيجي الامني للتعاون والدفاع بين (امريكا- العراق ) في 2008 والمصادق عليه من قبل الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن حسب سلطاته الدستورية والموافق عليه بالقانون رقم 51 لمجلس النواب العراقي لسنة 2008 وتم تنفيذ بنوده في عام 2011 وذلك بانسحاب القوات الامريكية والتي من المؤسف اخذت بالتمادي في تطبيقها على ارض الواقع الحالي وخاصة الجانب التسليحي منه مع تسلمتها اكثر من مليار دولار ثمناً.
يجب على الولايات المتحدة الامريكية ان ينتابها القلق لان ما يحدث في العراق كارثة انسانية وتهديد للمنطقة والاستقرار في الشرق الاوسط والعالم اجمع وتمادي داعش يستوجب التحرك بشكل عاجل لمجابهة ذلك والاسراع في دراسة الخيارات المحتملة .ان مشاهد العنف والفوضى يجب ان لا يهدء الضمير العالمي لها والولايات المتحدة لاتكاد جادة في فعل شيئ على الرغم من تفاقم الاوضاع والممارسات غير الشريفة التي تقوم بهاهذه القوى التكفيرية والتباطؤ في دعم الجانب العراقي بالمعدات والاسلحة يجعل الوضع اكثر تعقيداً وتوحي الى عدم الجدية او الرغية بمد العون . والعراق شريك استراتيجي .كما ان التفوه على خجل بضرورة القيام بعمل للحيلولة دون توسع الارهاب في غيه وخطورته على الامن القومي الامريكي فقط لايعني الوفاء بالعهود وهي المسؤولة لما وصلت الامور لهذا المنحنى الخطير لفشل الادارة في واشنطن خلال الفترة الماضية والسياسات الامريكية اللعوبة..اذن ان العراق اليوم يحتاج الى اهله بكل مكوناته واطيافه كونهم وحدة واحدة يستطيعون الدفاع عن بلدهم بعيداً عن الطائفية المقيتة والاتكاء على الغير والاستجابة لنداء المرجعية الرشيدة للتطوع والمشاركة مع القوات الامنية لانقاذ الوطن من شر هؤلاء الظلاميين...حمى الله العراق واهله
عبد الخالق الفلاح
كاتب واعلامي
https://telegram.me/buratha