حميد الموسوي
لم يختلف اثنان ولم يعترض احد على الاجراءات الاخيرة التي لجأت اليها الحكومة في اعادة الامن والاستقرار الى محافظة الانبار بعد ما استنفدت كل اساليب الحوار وارخاء الحبل مع الجهات العابثة والخارجة على القانون والتي وفرت لها الفوضى فرصا ثمينة، فرأت في مرونة المعالجات الحضارية ضعفا وفي فسحة الحرية انفلاتا يجيز لسلاحها غير المشروع الاستحواذ على المال العام وبسط النفوذ على اكبر مساحة يغطيها رصاصها الطائش، وتشرعن لها قوتها الهوجاء هيمنة تلغي كل من خالفها الرأي، وتصادر كل حقوق الاخرين وحرياتهم، وتصفّي من تقاطع معها او اعترض على اساليبها الهمجية لتنفرد بعد ذلك بالتحكم في مصائر الناس فتقودهم بعصا ارهابها ووحشيتها كالقطعان، على الاقل في المناطق التي آوتها او التي سكتت عن جرائمها فتحولت الى ملاذات آمنة وحاضنات دافئة لممارسة طقوسها في النهب والسلب والقتل والاختطاف وتخريب البنى التحتية وهدر الثروات قبل ان تنقلب على سكان تلك المناطق جاعلة منهم عبيدا واسرى ودروعا بشرية بوجه القوات الحكومية التي تحاول بسط الامن وفرض القانون. تلك المجاميع -التي سقطت من حيث تدري او لا تدري في شراك مخطط تآمري يهدف الى تدمير العراق ارضا وشعبا جاعلة من اتباعها ادوات تنفيذية طيعة لمن استعبدها بالمال والسلاح- لو تركت على استهتارها لفترة اخرى لما اكتفت بمدينة الرمادي ولا بالمحافظات المجاورة لان مخططات من مولها وسلحها ودفعها تذهب الى ابعد من ذلك بكثير.
لقد شكل الرد المناسب كقرار جريء والتنفيذ الشجاع من قبل قواتنا المسلحة، والتعاون الجاد من قبل اهالي الرمادي الذين ضاقوا ذرعا بداعش واعوانها من بقايا ايتام صدام وقطاع الطرق، وكذلك التأييد المنقطع النظير من كافة المرجعيات الدينية والعشائرية والسياسية، كل هذه الارادات شكلت وحدة متجانسة قبرت مخططات المتآمرين من خلف الحدود وكسرت ادواتهم التنفيذية، وفضحت كل ادعاءاتهم وشعاراتهم التي تبجحوا بها. وازالت الغشاوة عن عيون المغرر بهم واعادت للمواطن حريته وحياته المليئة بالطيبة والكرم والبساطة وحب العراق بعد ما سلبها الكهوفيون طيلة السنوات الماضية.
ولم تكن أنبار الرمادي باحسن حال من شقيقاتها ديالى وصلاح الدين وان اختلفت ادوات التنفيذ، وان تنوعت مصادر التمويل والتسليح لكن المخطط الارهابي التآمري هو هو، والتغرير بالشعارات هو هو، وحجم معانات ناسها اوسع، وثمن تطهيرها أبهض!. ولولا صحوة الخيرين من رجالاتها، وتكاتف عشائرها الأصيلة لأمتدت فتنة زمر القاعدة وداعش فيها لمدى لا يعلمه الاّ الله ولأحرقت نارها الجميع.
وها هي موصل الحدباء... ونينوى ام الربيعين تصحو لتلتحق بشقيقاتها اللاتي عاث بهن الارهاب الوافد فسادا، تصحو لتسحق مخالب المفسدين الذين خربوا كل شيء جميل فيها، وعطلوا عجلة الحياة.
وحتى لو قضت العمليات العسكرية على تلك المجموعات الخارجة عن القانون فما الذي يضمن عدم عودتها وتجدد نشاطها باسماء جديدة وعناوين مختلفة ما دامت الاموال والاسلحة تتدفق عبر الحدود، والقطعان المتشردة التي لفظتها دولها تجد من يؤويها ويسهل لها مهمة التخريب، وما دام ايتام صدام الذين فقدوا امتيازاتهم يتربصون بالعملية الديمقراطي الدوائر وبعدما ما ارتموا باحضان اعداء العراق وخاصة اردوكان واعراب الخليج السعوديين والقطريين ؟!.
فالامل معقود بمرجعيات نينوى الدينية والعشائرية والسياسية الوطنية، والنخب الثقافية الواعية ، على الوقوف بحزم بوجه هذا الاعصار المدمر وذلك من خلال تنوير المجتمع الموصلي المغلوب على امره ، وتحذيره من خطورة الانجرار وراء الافكار الهدامة الوافدة او السكوت على جرائم عصابات عزة الدوري المتمثلة بمن تبقى من ضباط ومراتب الحرس الخاص والامن الخاص الصدامي والمتعاونون مع العصابات التكفيرية ،او التستر عليها، فان ذلك يضر بمستقبل المدينة وابنائها ويتركها عرضة للتخلف والتأخر عن باقي محافظات العراق التي ستشهد مشاريع عمرانية واستثمارية وفرص عمل واسعة.
ان تعاون جماهير الموصل وقياداتهم المختلفة سيعجل بالقضاء التام على آخر معاقل الارهاب واعادة الحياة الطبيعية الى المدينة واهلها والشروع بقيام الانشطة التجارية والصناعية وغيرها
https://telegram.me/buratha