قيس المهندس
ثمة خيارات لنيل الولاية الثالثة، تدور في فلك الديماغوجية السياسية، وتحاك في دهاليز المستشارية المتواطئة مع الفساد، والسعي الى نهب مقدرات الوطن.
وسائل ملتوية، وغايات هابطة، لمجموعة من اللاهثين وراء المال والجاه والتسلط، يمتطون صهوة الديمقراطية لأجل تحقيق مآربهم. إثارة الطائفية، وإهداء النفط الى إقليم كوردستان، وشراء ذمم بعض النواب؛ تلك هي أساليبهم للوصول الى السلطة!
التأجيج الطائفي، وإسالة مزيد من دماء الأبرياء، حقبة اجتازها الديكتاتوريون، ربما بعمل أشهر، أو أيام معدودات؛ تآمروا وأغتالوا ودبروا انقلابات، وأطاحو بالسلطة، وأعلنوا حكوماتهم، فيما جعلت حكومتنا المنتخبة تلك الأساليب متلازمة لإسستمرار تسلطها.
أما مسألة الكوبونات النفطية، فليس عهد صدام ببعيد عنا! وقضية شراء الذمم فحدث عن التأريخ ولا حرج!
ما تقوم به حكومتنا العجيبة، تزدريه الأنفس، وتنفر منه الطباع، ولا تعيه العقول، أم أن عقولنا ترزح تحت تأثير قلوبنا الطيبة؟ حقيقة لا نعلم!
حكومتنا منتخبة، بيد أن أفعالها ديكتاتورية، وسياساتها الخداع والتضليل، وأساليبها الفساد وإثارة الطائفية وخلق الأزمات، حكومة الحزب الواحد، والقائد الضرورة، يديرها رجل واحد لا شريك له، ليس في الحكم فقط، وانما في السياسة، والوطن حتى.
يا ترى هل أزالت أمريكا صدام التكريتي، لتستبدله بصدام المالكي، أم يراد من إيران أن تقبل بصدام المالكي، لمجرد كونه شيعي؟!
أما أولئك الذين انتخبوا صدام الجديد، فإن فعلهم يعيد بأذهاننا قليلاً الى الوراء، ويعطينا صورة بأن حزب البعث المقبور، لديه شعبية كبيرة، و أن مقولة صدام حسين: العراقي بعثي وإن لم ينتمي. كانت صادقة، إشارة الى الأغلبية الشعبية، الموافقة لتطلعات السلطة الديكتاتورية الحاكمة آنذاك؛ من حيث الخنوع والرضا على الحاكم مهما كانت تصرفاته، بل ثمة قبول قلبي لدى كثير منهم! ويبدو أن بعضاً من شعبنا غدى مصاباً بفايروس الديكتاتورية، ومتلازمة القائد الضرورة!
متى سيصحو شعبنا العزيز من غفلته؟ ومتى يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه؟ ومتى ينهض المواطنون بالدفاع المدني عن الديمقراطية؟!
تلك خيارات الولاية الثالثة، فكيف ستكون هيئتها، وإذا كان البلد بهذه الصورة اليوم، فكيف سيصبح غداً!
أسئلة نترك الشعب يجيب عليها، كي لا يقولون: إن المثقف لم يتكلم.
https://telegram.me/buratha